عندما تحذر الأبحاث العلمية الطبية التي تكلفت الوقت والمال وتنشر في مختلف وسائل الإعلام عن خطورة التدخين وما يسببه على غير المدخنين بما يسمى التدخين السلبي تتوجه الأنظار إلى وزارة الصحة (وكالة الوزارة للصحة الوقائية ) المعنية في المقام الأول وما ستقدمه من إجراءات تحد من أعداد المدخنين وبعابرة أدق تحد من اضرار التدخين السلبي.... ومن مستجدات مكافحة التدخين ما ورد في الصحف مؤخراً أن جامعة الملك سعود تعمل منذ عدة اشهر على برنامج لتطبيق منع التدخين بالجامعة بشكل نهائي وعمدت الجامعة إلى خطة طموحة تحقيق هذا الغرض وتم اعتماد مطلع عام 1432ه كبداية فعلية لمنع التدخين نهائياً حفاظاً على صحة الجميع وبالطبع السؤال .... لماذا كل هذا التأخير ..... !! في تنفيذ هذا الطرح الرائع الذي يساعد المدخنين أنفسهم على الإقلال منه وعامل مؤثر للإقلاع منه نهائياً وقد يقول أحدهم إن تصل متأخرا خيرا من أن لا تصل أبداً في حل مشكلة التدخين في جامعة الملك سعود..... فكيف لنا في صروح أخرى هي واجهة القادمين إلى المملكة من عدة منافذ دولية في مقدمتهم مطار الملك خالد الدولي بالرياض ومطار الملك عبدالعزيز بمحافظة جدة ومطار الملك فهد الدولي بالدمام.... فالمسافر يجد العجب العجاب من المدخنين وما يحدثونه من تلفيات تقدر بالمبالغ الطائلة بالإضافة لما يقع من ضرر مباشر على الآخرين الذين يعتبرون مدخنين معهم سلباً ، بالرغم من وجود لافتات تحذر بعدم جواز التدخين داخل المطار ، وخصوصاً أن الجو مغلق تماماً وكان الله بعون تلك الرئة المظلومة التي تتلقى أنواعاً مركبة من السموم الاصطناعية ولنا في سيدنا وحبيبنا الرسول الأمين عليه أفضل الصلاة والتسليم في ذلك قدوة ألم يقل: " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " فكيف ما يخرج من الفم !! ... وعندما يزور أحدنا تلك المطارات الخليجية القريبة يجد أنهم خصصوا مكاناً معيناً للمدخنين ومغلقاً تماماً مما يريح ويسعد المسافرين والعاملين في تلك المطارات وبلا شك بعد دراسة تضمنت الايجابيات والسلبيات ، وكم سيكلف إنشاء تلك الصالات المغلقة مقابل صحة المسافرين ... وفي ظل التوجه العالمي للحد من التدخين يثير الإعجاب الخطوة التي أعلنتها كوريا الجنوبية أنها ستحظر التدخين في الأماكن العامة سواء مغلقة أم مفتوحة ابتداء من عام 2011م لتقليص نسبة التدخين في البلاد وقبلها بريطانيا التي نجحت نجاحاً مطلقاً في منع التدخين في الاماكن المغلقة وهناك الالف من اخواني المدخنين الملتزمين بذلك خلال زيارتهم لندن لعمل او سياحة وقد اعتادوا هذا الوضع دون مضاضة وعندما يصدر من مثل هذا القرار تجد المخالفة قد استوفت آلية العقوبة مباشرة دون تأخير ... ولا ننسى أن نشيد بتلك الجهود الجيدة التي تقوم بها بلدية الدرعية حالياً من توعية وتشجيع ومكافحة لتكون الدرعية خالية من التدخين ... أليس في تلك الجهود مصلحة الانسان على ارض بلادنا و وتخفيفاً عن كاهل وزارة الصحة وتوفيراً في إنفاق الدولة !