لست خبيراً بتاريخ الأمم ولا بتسميات الطوائف والملل. وأمقت السياسة والعسكر، فأنا مدني حتى النخاع متجرد من كل العنف والقسوة، وهذه نعمة حباني بها الله سبحانه وتعالى، ولكن لدي بعض الفراسة وبعض الثقافة وقليلاً من المعرفة وبدون خجل ووجل أعترف بهذا، ومعرفتي القليلة هذه تجعلني أعرف بعض دول العالم سواء بقوتها العسكرية أو الاقتصادية أو القوتين معاً، فمثلاً أعرف الصومال على أنها دولة عربية مسلمة اقتصادها ضعيف وعسكرها أيضاً، وهي في حالة حرب أهلية، وأعرف السودان ومشكلة دارفور، كما أعرف أسباب مشاكل لبنان الداخلية، وأعرف بأنني لا أحب إيران، ولكنني أتابع أخبار مفاعلاتها النووية، وأعرف دول حلف الناتو ودول حلف وارسو، وأعرف لماذا أمريكا أسقطت القنبلتين الذريتين على اليابان، وأعرف الحربين العالميتين الأولى والثانية ومن انتصر فيهما، أنتم تتابعونني حسناً يا للمعرفة القليلة والهشة والضحلة. قرأت وأنا في الصف الخامس الابتدائي قصة (أنا كرنينا) وقرأت أيضاً قصة (أحدب نوتردام) وحكاية (مرتفعات وذرنج) وحكاية (ذهب مع الريح) يا للثقافة الزائدة. حسناً لن أخبركم بالمزيد، فهذه أشياء وتفاصيل خاصة. وليس هذا ما أردت قوله، فعنوان مقالتي هذه يعبر عن نفسه. فهؤلاء الحوثيون الأقزام لم أسمع بهم مطلقاً ولا أدري إلى أي طائفة أو ملة ينتمون، ولكنهم يعيشون على حدودنا وبالجوار، فكما قلت لكم إنني ذو معرفة قليلة فكل معرفتي السابقة لا تساوي صفراً مقابل عدم معرفتي بهؤلاء الحوثيين والذين يعيشون ملاصقين لحدودنا، صدقوني بأنني صعقت فعلاً لعدم معرفتي بهم وصعقت أكثر لأن هذه الحفنة العفنة من الحوثيين لا يوجد بهم حوثي واحد مثقف أو لديه قليل من المعرفة ولو كان لديهم هذا الوحيد العارف المثقف لتوجسوا الحيطة والخيفة والحذر ولم يحاولوا الاحتكاك بأطراف حدودنا، فهناك في الجانب الآخر يوجد عملاق قوي فتى شاب يملك كل مقومات القوة والنجاح بنى قوته هذه على ثوابت وأسس ومعطيات لا تقبل الجدل، إن هذا العملاق الشاب الفتي هو المملكة العربية السعودية المعروفة لدى العالم أجمع بثقلها السياسي والاقتصادي والعسكري، فكيف يتجرأ هؤلاء الحواوثة على مجرد النظر إلى حدودنا. فكما قلت لكم إنها قلة المعرفة. فمهلاً أيها الحواوثة تزودوا ببعض المعرفة عن جيرانكم فقد يكون بذلك نجاتكم وإن لم يكن فسحقاً لكم أيها الحوثيون.