فاصلة: (يستحسن أحيانا أن يشرب المرء لكي لا يغرق) - حكمة إيطالية - حدّد مشروع قانون الطفل الذي اقره مجلس النواب البحريني 5 آلاف دينار غرامة على مسؤولي دور السينما في حال ثبوت دخول الأطفال لأفلام لا تتناسب مع أعمارهم. وألزم التشريع دور السينما بوضع إعلانات واضحة باللغتين العربية والإنجليزية تبين حظر تلك العروض على الأطفال.. في تعليقنا على هذا الخبر لا اعتقد اننا سنقول الحمد لله لا يوجد لدينا دور للسينما لان في منازلنا ماهو اخطر منها فالقنوات الفضائية واجهزة الجوال الحديثة وجهاز الكمبيوتر الذي يدخلنا على شبكة الانترنت تعرض اكثر ما تعرض شاشة السينما وبدون رقابة لان ادوات الرقابة فيها محدودة اذ لم يعد صعبا على المراهقين فك شفرات الحجب في مواقع الانترنت او وضع كلمة سر تمنع دخول اي شخص على جهاز جواله او حاسبه الشخصي لذلك فهذا هو زمن الرقابة الذاتية.. أتحدث عن اولادنا وبناتنا وعن مسؤوليتنا كآباء ومربين في حماية وجدانهم من الخدش اذ لم تعد النصائح والتوجيهات تنفع لانها بالنسبة لهم حديث ممل ولم تعد انواع العقوبات تنفع لانها تدفعهم الى مزيد من التمرد وكسر المحظور .اعتقد انه ليس امامنا سوى العمل بما يقوله العقل ووسائل التربية التي علمنا اياها رسول الخلق قبل النظريات التربوية الحديثة . الصبر والحلم على المراهقين من اهم ما يمكن ان يقربنا اليهم وبالتالي اذا كسبنا ثقتهم واحترامهم ووثقوا في توجيهاتنا فبالتالي لن يسيروا وفق اهوائهم او اهواء اصدقائهم لكن ذلك يتطلب منا ان نتوقف عن الرقابة التقليدية من تفتيش اجهوزة جوالاتهم او الدخول الى حساب بريدهم الاليكتروني دون معرفتهم! هذه السلوكيات مهما حاولنا اخفاءها يشعر بها ابناؤنا لان الثقة بهم ليست مجرد جمل انشائية نرددها بل هي سلوك يظهر دون ان نشعر في علاقتنا بهم .المراهق الذي يعر ف ان اهله يثقون في ضميره واستقامته لن يفعل الخطأ وهو مدرك لخطورته. بينما المراهق الذي يرى في عيني امه او ابيه الشك والريبة فانه لا يتردد في ارتكاب السلوك الخاطئ. ان ابناءنا ينفذون توقعاتنا بهم فاذا اردناهم صالحين وناجحين في حياتهم كما يطمح اي والدين علينا ان نثق فيهم بشكل حقيقي لان ما نتوقعه منهم يفعلونه فقط نحتاج كآباء ان نراجع انفسنا في توقعاتنا تجاه اولادنا .