قال رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض ورئيس فريق الأبحاث بحرة الشاقة الدكتور عبدالله بن محمد العمري ل «الرياض» إن أكثر من 26 ألف هزة ضربت حرة الشاقة خلال الدورة الزلزالية الثانية التي بدأت مطلع أبريل 2009م ، وأنه من السابق لأوانه التأكد من بدء دورة زلزالية ثالثة في حرة الشاقة لارتباط فصل الشتاء "ديسمبر ويناير" عالميا بازدياد هذا النشاط، متوقعا تواصل الاهتزازات المحسوسة خلال الأسبوعين القادمين واستمرارها لعدة أشهر، مناشدا الجهات المعنية عدم الفردية والتسرع في إخلاء المنطقة وأن يكون القرار جماعيا مشتركا بين المختصين والجهات التنفيذية وألا يهمل أيضا دور الأكاديميين في الجامعات. وفي سياق آخر أوضح الدكتور العمري بأن مكةالمكرمة قد تكون عرضة لارتجاجات أرضية محسوسة لو تعرضت لتغير مناخي مفاجئ وأمطار غزيرة كمدينة جدة نظرا لطبيعتها الصخرية الموائمة، نافيا أي علاقة بين "كارثة الأربعاء" وتوقعات غير علمية بتهيؤ القشرة الأرضية لنشاط زلزالي مستقبلا قائلا: "جيولوجيا جدة آمنة برا وليست آمنة بحرا والخطورة في زلازل البحر وليست اليابسة وآخر زلزال ضرب المنطقة البحرية قبالة سواحل جدة ( 70 كلم في الاتجاه الجنوبي الغربي ) كان في عام 1993م، وكان بقوة 6.5 على مقياس ريختر، وكان أقوى بكثير من زلزال العيص، ولم تتأثر المنطقة لوجوده في البحر مما أدى إلى تعتيم الموجات الزلزالية المسببة للدمار التي حصل لها امتصاص ولم تظهر سوى الموجات الطولية فقط ". واستعرض رئيس جمعية علوم الأرض السجل الزلزالي لحرة الشاقة التي تعرضت أوائل أكتوبر 2007م للدورة الزلزالية الأولى واستمرت أربعة أشهر وتم تسجيل ما يقارب 500 هزة، ثم بدأت الدورة الزلزالية الثانية في أبريل 2009م واستمرت ستة أشهر، تبعتها فترة هدوء تمهيدا لبدء متوقع للدورة الزلزالية الثالثة ، والملاحظ بأن الدورات لا تتكرر في ذات المواقع إضافة إلى تسارعها الزمني، فالدورة الثانية كانت بالاتجاه الشمال الغربي باتجاه حرة «عويرض» موازية لمحور البحر الأحمر، كما أنها كانت أنشط من الأولى بكثير تبعتها أبخرة وغازات ، وهناك تسارع في الدورات الزلزالية في أماكن النشاط البركاني فالأولى والثانية كان بينها سنتين والمتوقع ألا تتجاوز المدة الزمنية بين الثانية والثالثة أشهرا فقط . وأضاف رئيس فريق الأبحاث: يزداد النشاط الزلزالي على مستوى العالم في فصل الشتاء بين شهري ديسمبر ويناير ولا يمكن أن نحكم على هزات الشاقة بأنها دورة جديدة حتى يستمر النشاط بشكل يومي، ونستطيع أن نربط بين ما يحدث من هزات في إندونيسيا وغيرها من نطاقات الزلازل وبين الشاقة لأن هذا الوقت من السنة هو وقت النشاط الزلزالي بسبب العوامل المناخية المعززة للعوامل الأرضية المرتبطة بالمد والجزر وحركة القمر والصهارة في باطن الأرض. وتوقع الدكتور العمري أن تسجل هيئة المساحة خلال الأسبوعين القادمين نشاطا أوسع للاهتزازات الأرضية تعاود انحسارها مرة أخرى لأن صلابة الصخور ستحد من مقدار الزلزال بحيث لا يتجاوز 6 درجات على مقياس ريختر، والاهتزازات ستكون مابين محسوسة إلى غير محسوسة لمدة طويلة لارتباطها بكميات الصهارة التي ترتفع وتهبط بشكل مستمر، مشيرا إلى أن الدورة الثانية سجلت أكثر من 26 ألف هزة رصدت في سجل الهيئة للدراسة العلمية فقط وليس للخطر الزلزالي حتى يكون هناك سجل بحثي متكامل. وحول توقف هيئة المساحة عن إصدار بيانات خلال الفترة الماضية أكد د. العمري أن النشاط الزلزالي لم يتوقف وظل مستمرا بشكل غير محسوس، ولكن الهيئة لا تريد إثارة مخاوف الأهالي مما جعلها تتخذ قرارا بعدم إعلان الهزات غير المحسوسة. وقال بأن فريق الأبحاث مازال يمارس مهامه في الحرة مشيرا إلى أن إغلاق الهيئة لمكتبها لا يعني بالضرورة توقف نشاطها لأن البيانات ترسل عبر الأقمار الصناعية إلى جدة، مؤكدا أن بقاء المكتب مفتوحا خلال الفترة الماضية تكلفة مادية دون فائدة تذكر.