قرأت في صحيفة (سبق) أنّ مدير مستشفى القريع ببني مالك في الطائف، الأستاذ عبدالرحيم المالكي عبر عن شكره للموظفين بقوله (شكري لكم يا تاج رأسي ونور عيني، وثمرة فؤادي). المناسبة كانت تحقيق المستشفى لقب أفضل مستشفى خارجي بالطائف لتطبيق الجودة النوعية، حسب ما جاء في الصحيفة. شدتني العبارة كونها ذات طابع إنساني، تتضمن حوافز معنوية قوية وتعبيرا عن تقدير الإدارة للعاملين والإشادة بهم ونسبة الانجاز إلى جهودهم. هذه صورة أردت أن اهديها للقراء مضيفا إليها تعليقات وردت على هذا الخبر وكلها تشيد بمدير المستشفى، وتشير إلى الخدمات الجيدة والتعامل الحسن داخل المستشفى رغم قلة الإمكانات، وأحد التعليقات يتوجه إلى خبراء الإدارة ويذكّرهم بأن هذا المدير يمارس أرقى أنواع التحفيز وانه وحده لا يستطيع النجاح بدون فريق العمل ونجاح الفريق هو نجاح للمدير. أقول مرة أخرى إن العبارة شدتني لطابعها الإنساني وأهدتني فكرة هذا المقال الذي أريد أن أتحدث فيه مع المديرين عن ممارسات إدارية تلاحظ في بيئة العمل ومنها أن ينسب المدير النجاح لنفسه، ويلقي بأسباب الفشل على الآخرين. ومنها أن يعمل الموظف تحت الضغط المستمر، ويشعر دائما بالتقصير لأنه لا يسمع من مديره سوى الملاحظات السلبية مما يؤدي إلى الإحباط وربما الركون لليأس والتحول إلى السلبية نتيجة عدم التحفيز، أو نتيجة طرحه فكرة رائدة يتبناها المدير دون أن يشير إلى صاحب الفكرة ومصدرها الأصلي. سأقول إن الموظف مثل ( الطفل) ونحن في البيوت نكافئ الطفل على السلوك الجيد لتعزيز هذا السلوك ونعاقبه على الخطأ كي لا يتكرر. بعضنا يبدأ البحث عن ذلك السلوك الجيد، فإذا وجده سلط عليه الضوء أبرزه واحتفل به وبعضنا كل همه ووقته مركّز على التقريع والأوامر والنواهي. وهكذا فالموظف ينتظر التقدير على الإنجاز المتميز حتى يتقبل اللوم حين يقع الخطأ. ومن أطرف ما قرأت في تعامل الرؤساء مع الموظفين نصيحة في كتاب راج في وقته بين المديرين المتسلطين تتضمن مجموعة من الخطوات لإذلال الموظفين، ومنها: قلل من متوسط حجم الزيادات في الرواتب. ألغ الترقيات. أعلن نهاية الأمن الوظيفي. قلل من خيارات الرعاية الصحية . خفض ميزانية التدريب. ضم أيام العطلات المرضية إلى أيام العطلات الرسمية. التقليل من حجم غرف العمل. مراقبة تحسين المكاتب. مراقبة استخدام الانترنت. احلق رؤوس الموظفين. والآن نعود إلى حالة الموظفين الذين شكرهم مدير المستشفى، فالتقدير العلني الذي حصلوا عليه سوف يرفع روحهم المعنوية و يجعلهم يؤجلون بعض المطالب إذا كان لهم مطالب ذات علاقة بالرضا الوظيفي، مثل تحسين بيئة العمل، والمتوقع بذل المزيد من الجهد لتحقيق الأفضل، وتوحيد الجهود والاندماج لخدمة الصالح العام وتأجيل القضايا الخاصة. الثقة تقود للمشاركة، والمشاركة تؤدي إلى الانتماء والإخلاص والعمل الجماعي وهذا يقود إلى النجاح ولكن النجاح بدون تقدير لا طعم له.