إن التغييرات التي يحدثها خادم الحرمين في حياتنا تعتبر الأكبر والأجرأ والأصدق. خطوات إصلاح في التعليم، وخطوات إصلاح في القضاء، وخطوات إصلاح في الصحة، وخطوات إصلاح إدارية، وخطوات إصلاح اجتماعية. ثم توَّج حفظه الله ذلك كله بميزانية كبيرة إن وجدت النية الحسنة فسيرى أثرها الأحفاد. لقد أثبت الملك عبدالله بن عبدالعزيز بطلان القول المأثور "كيفما تكونوا يولَّ عليكم". فهو والله خير منا نية وأنقى سريرة وأصدق حديثا. لست متملقاً لخادم الحرمين ومن يعرفني يدرك ذلك. ولكني أورد بعض ماقاله خادم الحرمين كمدخل لحديثي: كقوله عندما دشن مشاريع حائل وأخبروه عن مسار القطار، رد قائلا لا تغيرون مساره. لأنه يعلم أن هناك من يعبث بخطط التنمية لحسابات أخرى. ثم طلبه مؤخرا أن يتصل به من رأى تقصيرا لمسؤول. وتأكيده على أن هناك مشاريع تنموية أُجلت. ثم تحميله الوزراء المسؤولية كاملة. وقبل هذا كله إعلانه عن استراتيجية وطنية لحماية النزاهة وحرب الفساد. أنا وغيري كثير لدينا مانقوله، ولدينا مانثبته. ولكن ماهي القناة التي نستطيع من خلالها أن نتقدم بما لدينا. لقد تعلّمنا أن البرقيات لاتُجدي. وأن المعاريض تختفي، ولا نستطيع أن نقتفي لها أثرا. ولهذا فنتمنى مع هذه الميزانية أن يتم تفعيل الهيئة الوطنية لحماية النزاهة وحرب الفساد وأن تكون مستقلة. وأن تُعطى الصلاحيات للنظر في أداء الأجهزة الحكومية وتقييمها ومعاقبة المقصر. بهذا وبهذا فقط تبرأ الذمة.