قامت قناة الإخبارية بمفاجأة مشاهديها ببث خبر وفاة المطرب حمد الطيار (رحمه الله) وذلك مساء يوم الأحد الماضي بعد يوم واحد من دفنه. ورغم هذا التأخير إلا أنها كانت استثناءً بين قنواتنا الرسمية وقدمت تقريراً عن حياة الراحل ومعاناته مع مرض السرطان وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "حفظه الله" بعلاج الطيار على نفقة الدولة في العام الماضي. الاستثناء الذي قدمته الإخبارية يكمن في أنها غيرت النهج القديم للتلفزيون السعودي والذي استمر قرابة الثلاثين عاماً والمتمثل في تجاهل أخبار الفنانين السعوديين وعدم التواصل معهم إلا في المناسبات الوطنية. ففي مساء الأحد خصصت القناة برنامج "المنتدى الثقافي" ليتناول سيرة الطيّار وكان من تقديم المذيع المميز فهد الحقباني، ورغم أن بعض القنوات الخليجية قد بثت خبر وفاة الطيار فوراً في صبيحة يوم السبت إلا أن هذه البادرة من قناة الإخبارية تعتبر جيدة بالمقارنة مع ما عاشه المطربون السعوديون من تهميش تلفزيوني امتد لثلاثة عقود. ولا يمكن أن نجد العذر لقنواتنا على تجاهلها لأخبار فنانينا وبخاصة حمد الطيّار الذي كانت "الرياض" تتابع أخباره وتطورات حالته الصحية منذ أكثر من سنتين وتعرضها أمام الرأي العام وكانت مرافقاً دائماً له في رحلته العلاجية التي بدأت في الخرج مروراً بأمريكا وانتهاءً بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض. فأخبار الحالة لفقيد الفن كانت حاضرة ومكشوفة للجميع ومع ذلك لم تقم أي قناة سعودية بتكريمه وتسليط الضوء عليه وعلى دوره في تاريخ الأغنية الشعبية السعودية. لقد استبشر مشاهدي الإخبارية الأحد الماضي بخطوتها الجميلة التي ساهمت في فك العزلة عن المطربين السعوديين وصححت المفاهيم الخاطئة التي ترى أن الفنان أقل أهمية من أن يتم تناول حياته وإنجازاته. وقد برهن برنامج (المنتدى الثقافي) بهذه الحلقة على الخصوصية التي تنتهجها "الرياض" في متابعتها للساحة الثقافية الغنائية عندما قدم معلومات مستقاة من تغطياتها لمراحل علاج الراحل الكبير حتى أن الصورة الحصرية التي تمتلكها الرياض للطيار أثناء تأديته لمناسك العمرة كانت هي العنوان الأبرز لتغطية قناة الإخبارية. إن ما قامت به الإخبارية بادرة جميلة نتمنى أن تمتد عدواها إلى سائر قنواتنا الرسمية لكي تبدأ من الآن برصد منجزات فنانين سعوديين كبار لا يزالون على قيد الحياة وينتظرون بادرة اهتمام وتكريم.