** بداية.. لابد وأن نقف جميعاً إجلالاً لشهدائنا الأبرار الذين قضوا في المواجهة مع الطغمة الحوثية التي تسللت إلى أراضينا الجنوبية ومارست أساليب الغدر والتنكر والتحايل والاندساس.. وتصرفت كعصابات مجرمة.. فقتلت.. ودمرت.. واستباحت حرمات الآمنين.. ** نقف إجلالاً لهم.. وتعبيراً لأسرهم.. لأبنائهم وزوجاتهم وآبائهم وإخوانهم وأبناء عمومتهم.. عن عظيم تقديرنا لجهادهم.. ودفاعهم عن الوطن وتضحيتهم بأرواحهم لتأمين سلامة مواطنيهم.. ** نقف أمامهم إجلالاً.. ** لأنهم رووا بدمائهم الطاهرة أرضاً غالية علينا جميعاً.. ** وكتبوا باستبسالهم ملحمة من البطولة والشجاعة والفداء دفاعاً عن كل مواطن أراد به المجرمون شراً.. ** نقف أمامهم.. وكلنا امتنان لكل صغير وكبير في أهاليهم ونطمئنهم بأن كل مواطن فينا.. هو أب وأخ وفيٌّ لكل واحد فيهم.. وان غيابهم عنا لن يبعدنا عنهم.. ولن يغيبهم عن مشاعرنا وأحاسيسنا.. بل إنهم سيظلون أحياء داخل قلوبنا.. وضمائرنا.. وعروقنا.. لأنهم قدموا لنا ولوطنهم.. أرواحهم الغالية علينا.. والجديرة منا بالوفاء.. وبالامتنان إلى يوم الدين.. ** وبالتأكيد فإن أبناء هؤلاء.. وأمهاتهم.. وزوجاتهم وأفراد أسرهم سيحظون من الدولة بكل ما يستحقون من إعزاز.. ومن مؤازرة ومن تبنٍ كامل.. وذلك ليس بغريب على دولة يقف على رأسها الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويؤازره في ذلك أخواه الأمير سلطان والأمير نايف.. ويقف وراءهم شعب كريم.. ووفي.. ومخلص.. ** فقد قدم هؤلاء الأوفياء أرواحهم للوطن.. ومن حقهم علينا أن نُغدق عليهم وعلى من يلوذون بهم من نعم هذه البلاد بما يزيد ويفيض، فذلك أقل شيء نقدمه لهم.. ** وفي هذا المقام فإنني اقترح أن تتم سلسلة من الإجراءات في هذا الاتجاه ممثلة في الآتي: إصدار نظام مستقل وشامل يختص بالتعامل مع الشهداء وأبنائهم وزوجاتهم ومن كانوا مسؤولين عن إعالتهم قبل وفاتهم.. وأن يشتمل هذا النظام على العديد من المزايا التي تجعل كل فرد من المنتمين إلى القوات المسلحة أو الحرس أو الأمن ومن في حكمهم وكذلك أسرهم.. يُحس بقيمته.. وبتقدير الدولة والمجتمع لتضحياته.. كما يشعر بالطمأنينة والراحة إلى ما ينتظر من يخلفهم وراءه ساعة حصول المكروه.. وأيضاً يكون هذا النظام إضافة جديدة إلى تعميق الشعور بالمواطنة ومسؤولية الأفراد المقدرة من قبل الدولة والمجتمع أيضاً.. تبني أفراد الأسرة المقربين من الشهداء بالكامل.. وتهيئة أسباب العمل والدراسة والسكن والحياة الكريمة لهم مدى عمرهم.. تذكير الأجيال المتعاقبة بهم.. عن طريق تسجيل أسمائهم في الوثائق والمطبوعات والمواقع الرسمية.. والتذكير بهم في المناسبات ووضع أسمائهم على شوارع مدنهم وفي طرقاتها.. تدريس قصص بطولاتهم للناشئة.. وتضمينها بعض المقررات الدراسية تعزيزاً للإحساس بالمواطنة وتعميقها في نفوسهم.. ** ولا استبعد أن تكون هذه الأمور موجودة.. ** لكن ما أطالب به هو تقنينها.. وتوحيدها بين سائر القطاعات التي يتعرض فيها المواطن لمكروه سواء أكان عسكرياً أو مدنياً.. وسواءً استشهد في ساحة القتال أو في بيته أو في عمله جراء تعرضه لعمل إجرامي من نوع أو آخر.. والله يكتب لنا السلامة جميعاً.. وهو الحافظ والأمين.. ضمير مستتر: ** [تكريم الأبطال مهما كان عظيماً.. لا يمكن أن يرقى إلى مستوى شهادتهم.. وتضحيتهم في سبيل وطنهم..]