يكتسب الإعلام الأمني أهمية خاصة لدى فئات المجتمع من مواطنين ومقيمين من الخدمات التي تقدمها الأجهزة الأمنية. ونحن في المديرية العامة للجوازات جزء من منظومة العمل الأمني لوزارة الداخلية، وتجربتنا الإعلامية كانت ولا تزال سباقة في فتح نوافذ العلاقة بين كافة وسائل الإعلام المتاحة، وتقويتها مع القطاعات الأمنية بما يقدم المعلومة والملاحظة، وعكس صورة حضارية عن الوطن وأهله من خلال منافذنا الدولية التي تستقبل جميع القادمين برا وبحرا وجوا لأداء المناسك والشعائر الإسلامية، من حج وعمرة وزيارة وعمل، وهذا يدفعنا إلى أن تكون هذه العلاقة مع الإعلام في أعلى درجاتها وشفافيتها وسرعة الأداء والتجاوب، مما دفعنا إلى التخطيط المبكر لموسم حج هذا العام 1430ه، والذي بدأت لمساته الأولى مع انتهاء خطة التوعية الإعلامية للمسافرين إلى الخارج بأهمية المحافظة على وثائق السفر، حيث وضعت خطة العمل الإعلامي على طاولة المناقشة والحوار ودراسة ما تم في الموسم السابق وما ينبغي العمل فيه على تعزيز الايجابيات وملاحظة السلبيات وعدم تكرارها، واهتمت الخطة بإيصال رسالتنا الإعلامية إلى جميع ضيوف الرحمن من مواطنين ووافدين إلى الأراضي المقدسة لأداء هذه الشعائر، الأمر الذي استوجب تقديمنا خطة إعلامية تتوافق مع تطلعات الرجل الأول في القطاع اللواء سالم البليهد، الذي يعمل مع منسوبي الجوازات على تنفيذ مهام وواجبات الجوازات في هذا الموسم على الوجه الأكمل، لعكس صورة حضارية عن البلاد وأهلها والإمكانات المتوفرة والإنفاق السخي للدولة لتسهيل أداء ضيوف الرحمن مناسكهم في أمن وطمأنينة وراحة وتفرغ تام للعبادة. وكانت أولى خطواتنا في هذا الاتجاه استمرار الرعاية الإعلامية لجهود الجوازات في الحج من المؤسسة الرائدة صحيفة "الرياض"، التي تتولى هذه المسؤولية الوطنية على مدى تاريخها، ونحن في الجوازات حظينا بهذه الرعاية لثلاثة مواسم تحت اشراف الصحيفة ومسؤوليها، وفي مقدمتهم الأستاذ تركي السديري رئيس التحرير، ونائب رئيس التحرير الدكتور عبدالمحسن الداود، ورئيس قسم التحقيقات الاستاذ أحمد الجميعة، ومتابعة الاستاذ راشد الراشد في إعداد الصفحة، إلى جانب الإعداد والتغطية الميدانية التي يقدمها الأخ الزميل فهد اللويحق، كل هذه الجماليات في الأداء والعلاقة المشتركة بين الإعلام والأمن تجسدت لإبراز جهود القطاع على مدار المواسم السابقة، وهذا العام كانت الرعاية مختلفة حيث خُصصت صفحتان أسبوعيا منذ بدء الموسم وحتى إكمال ضيوف الرحمن شعائرهم. وفي جانب مماثل كانت الوسائل الأخرى من تلفزيون وإذاعة وقنوات تعمل على إيصال خطتنا الإعلامية إلى مبتغاها، فبدأ التنسيق والمتابعة مع قناة "الإخبارية"، التي أصبحت واحدة من أهم بل هي الأولى في نقل صورة الحج تلفزيونيا بتخصيصها كافة برامجها لهذه المناسبة، واستمر تقديم البرنامج السنوي الذي تعده وتقدمه الجوازات للسنة السابعة على التوالي، وهذا العام قدمت الإخبارية برنامج "منافذ" في صورة مختلفة للبرامج الميدانية من حيث أهمية وقيمة العمل الفني ومدته التي لا تتجاوز خمس دقائق، لكنها كانت تملك تأثير وصدى ساعات من البث والعرض الذي حظي بها البرنامج على مدى أيام هذا الموسم وتجول في جميع منافذنا الدولية ليقدم جهود شباب مجتهدين في خدمة ضيوف البلاد بكل ترحاب وتقدير وتيسير لإجراءات دخولهم . ولأن مجلة "الوثيقة" الإصدار الإعلامي الرسمي للجوازات قد أصبحت من أهم برامج العمل الإعلامي في هذا الموسم، فقد كان الحرص والمتابعة من المشرف العام اللواء سالم البليهد مستمرا حتى إصدارها وتوزيعها على ضيوف البلاد، من خلال المؤتمر السنوي لسمو رئيس لجنة الحج العليا النائب الثاني وزير الداخلية، والعرض العسكري للقطاعات الأمنية المشاركة في أعمال وخدمات ضيوف الرحمن. واشتملت الخطة الإعلامية على التنسيق المبكر مع كافة الوسائل الإعلامية من صحافة عبدالرحمن عبدالله العجلان وإذاعة وتلفزة، وقدمت في هذه البرامج قيادات الجوازات في الحج من خلال الحوارات واللقاءات المباشرة الميدانية عبر إذاعتي الرياضوجدة وإذاعة التوعية في الحج، إضافة إلى ماقدمته الشؤون الإعلامية بالمديرية من نشرات وكتيبات ومطبوعات بلغات مختلفة لتوعية ضيوف الرحمن بأنظمة وتعليمات الإقامة والضوابط القانونية في المملكة، وأهمية الالتزام بأغراض القدوم والمغادرة فورا بعد انتهائها. هذه أهم جهودنا التوعوية والإعلامية في موسم حج هذا العام الذي يقابله جهد ميداني لرجالات الجوازات في كافة المواقع، خاصة منافذنا الدولية ومراكز ومداخل مكةالمكرمة والمدينة المنورة، والمتابعة من كافة الزملاء في قيادات الجوازات بالحج، وتحقيق مفهوم الإعلام الأمني باعتباره منهجا وتطبيقا لتقديم رسالة إعلامية أمنية نفخر بأنها منجز حضاري، ومسؤوليتنا المشتركة للحفاظ على هذه المقدرات والمكتسبات الوطنية. *مدير إدارة الشؤون الإعلامية بالمديرية العامة للجوازات