لا يملك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الكثير للحديث عنه بشأن السنوات الطويلة التي قضاها في مفاوضات عبثية مع (إسرائيل) كما يبدو أنه وصل لطريق مسدود مع تجمد المفاوضات في الوقت الحالي. وفقدت استراتيجية عباس القائمة على التفاوض لإقامة دولة فلسطينية تعيش بجانب (إسرائيل) صدقيتها بشكل لم يسبق له مثيل بين الفلسطينيين الغاضبين من الاستيطان المستمر في الاراضي المحتلة. وعندما رفض عباس العودة إلى المفاوضات مع (إسرائيل) ما لم توقف أولا كل البناء الاستيطاني فإنه كسب بعض الاحترام بين منتقديه من الفلسطينيين الذين اتهموه بأنه على استعداد كبير لتقديم تنازلات مجانية. وفي اجتماع لمنظمة التحرير الفلسطينية هذا الاسبوع بدا عباس مسترخيا وألقى باللائمة على (إسرائيل) في تعطيل المفاوضات لكنه لم يقدم أفكارا جديدة لإحراز تقدم على طريق إقامة الدولة الفلسطينية الذي بدأ قبل عقود. وقال المحلل السياسي هاني المصري إن عباس لم يوضح البديل وإن هذا يجعل موقفه ضعيفا. وأضاف أن هناك أزمة كبيرة فلماذا تتوقف المحادثات طالما لا يوجد بديل؟ وأكد عباس موقفه المعارض لأي شكل من أشكال المقاومة المسلحة وهو الموقف الذي يضعه على طرف النقيض مع حركة المقاومة الاسلامية وبعض أعضاء حركة "فتح" التي يترأسها. وعندما تولى رئاسة السلطة بعد وفاة ياسر عرفات كان من بين الخطوات الاولى التي اتخذها لجم نشطاء الانتفاضة الثانية وملاحقتهم. ورحبت واشنطن بانتخاب عباس رئيسا العام 2005. لكن عباس لم ينجح في تحويل دفة هذا الدعم باتجاه الضغط على (إسرائيل) للانسحاب من الاراضي التي يريدها الفلسطينيون لدولتهم المستقبلية. وبعد خمس سنوات من انتخابه يقول عباس إن الولاياتالمتحدة لم تبذل جهدا كافيا لتحقيق السلام وينتقد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي يرى أنها تنحاز إلى (إسرائيل). وقال نبيل أبو ردينة وهو مساعد لعباس لرويترز إن المجتمع الدولي مشلول وإن هذا المجتمع يدين الكثير من الامور وإن الفلسطينيين يسمعون بيانات مشجعة لكن لا شيء يحدث على الأرض وأن هذه هي المشكلة.