منذ تأسيس المملكة العربية السعودية في عام 1319ه ثم توحيدها فيما بعد، كان هدف جلالة الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – توفير المياه لجميع سكان المملكة من حاضرة وبادية ومقيمين. ولذلك فقد قرر الملك عبد العزيز رحمه الله البحث عن المياه في المملكة العربية السعودية في كل مكان بحيث تكفي للزراعة والشرب، وحتى يمكن توطين البادية في كل بقعة من بقاع المملكة المترامية الأطراف. وقد اقترح وزير الولاياتالمتحدةالأمريكية المفوض في جدة آنذاك، أن تقوم هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية بهذا العمل. وهكذا بدأ الجيولوجي الأمريكي الدكتور جلين براون في البحث والتنقيب عن المياه في جوف الصحراء عام 1944م. كانت ندرة المياه تشكل تحدياً كبيراً لجلالة الملك عبد العزيز، وقد رأى بواسع حكمته أن توفير المياه من أهم الأسس لاستقرار الدولة وترسيخ أمنها ونشر الخير والرفاه في أرجائها، بالرغم من أن المملكة تحتاج إلى مجهودات كبيرة لتوفير المياه لجميع المواطنين لأنها تقع ضمن المناطق الجافة في العالم. كانت معظم المدن والقرى تعيش على الفترات المحدودة التي تسقط فيها الأمطار وهي فترات قليلة ومتقطعة. وكانت العاصمة المقدسة، مكةالمكرمة تُسقى من العيون والآبار المنتشرة والتي كانت تتأثر كميات المياه فيها بسقوط الأمطار وكذلك الحال بالنسبة لمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. أما سكان الرياض فكانوا يشربون من مياه العيون ومن الآبار الموجودة في بعض الوديان. وهكذا كانت كل مدينة وقرية في المملكة العربية السعودية تعتمد على الأمطار أو الآبار اليدوية أو العيون أو البرك والصهاريج. وفي عام 1367ه قام جلالة الملك عبد العزيز بشراء عيون سولة والمضيق وعيون أخرى في أعالي وادي فاطمة، وتمديد أنابيب من هذه العيون إلى العاصمة المقدسة لزيادة الموارد المائية بالإضافة إلى عين زبيدة، كما قام بشراء مياه العيون في وادي فاطمة ووادي خليص لتدعيم مياه جدة. وقد ورث أبناء الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – عن والدهم العظيم هاجس توفير المياه لجميع المواطنين والمقيمين، وتوالت في عهد أبنائه المخلصين الإنجازات والمشروعات التنموية، حيث توجد المياه العذبة في كل مكان بفضل الله تعالى ثم بفضل حكومتنا الرشيدة، مع الإشارة إلى أن المملكة تُعد أكبر منتج للمياه المحلاة من خلال حوالي 60 محطة تحلية على ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي. ولا شك أن هذا يؤكد على اهتمام ومتابعة الدولة لتأمين مياه الشرب في جميع أرجاء المملكة..