مما لا شك فيه أن سلطان بن عبدالعزيز وبدون ألقاب هامة عالية ورجل دولة من الطراز الأول يتسم بتطابق أقواله وأفعاله. وهو متعدد المواهب والصفات الحميدة فإن تحدتث عن الشجاعة فهو رجل عسكري قام ويقوم على رأس جيش المملكة العربية السعودية الذي وصل تحت إدارته إلى مكانة مرموقة من حيث الضبط والربط والتسلح وتنوع المهام وتعدد التخصصات فأصبح من بين أفضل الجيوش الحديثة عدة وعتاداً وتدريباً. وهو رجل كريم بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، فاسمه رديف الكرم وصنوه وأياديه البيضاء تشهد بذلك حتى من كثرة كرمه وبره واهتمامه بالأعمال الخيرية ودعمها وصف بأنه جمعيات خيرية اجتمعت في رجل: تعوَّد بسط الكف حتى لو انه اراد انقباضاً لم تطعه انامله ولو لم يكن في كفه غير روحه لجاد بها فليتق الله سائله ويقول آخر: تمثلوا حاتماً ولو عقلوا لكنت في الجود غاية المثل إن اهتمامات الأمير سلطان بن عبدالعزيز ودعمه طالا جميع مناطق الوطن وجميع فئات الشعب كما طال دعمه العلوم والعلماء على اختلاف تخصصاتها وفروعها: فهو داعم رئيسي للعلوم الشرعية والإسلامية والعلوم التطبيقية التي تشمل علوم البيئة وأبحاث المياه والتصحر والحياة الفطرية وعلوم البحار وكذلك العلوم التطبيقية الأخرى. هذا وقد اتسم اهتمام سموه وعطاؤه بالأسلوب المنظم المعتمد على العمل المؤسسي وذلك إيماناً من سموه بأن ذلك أجدى وأنفع وأبقى. لذلك قام بإنشاء مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية ومدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية وبرنامج سلطان بن عبدالعزيز للاتصالات الطبية والتعليمية ومركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومشروعات سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية للاسكان بالإضافة إلى المشروعات الخيرية الأخرى. أما في مجال دعم سموه للمشروعات العلمية والبحثية فيتمثل بعض منها في دعم جامعة الأمير سلطان الأهلية وأبحاث الشيخوخة والهرم في جامعة الملك سعود وصندوق الحياة الفطرية ومركز الأمير سلمان لأبحاث الاعاقة وجامعة الأمير فهد بن سلطان في منطقة تبوك ومركز الأمير سلطان لأبحاث أمراض القلب وتمويل مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للمنح البحثية المتميزة في جامعة الملك سعود ومشروع الموسوعة العالية وكلية دار الحكمة في جدة ومركز الأمير سلطان الحضاري في حائل ودعم الجمعيات العلمية في الجامعات السعودية ودعم الكراسي العلمية في جامعة الملك سعود هذا ولم يقتصر دعم سموه على المؤسسات والبرامج داخل المملكة بل امتد إلى جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي والعالمي ففي كل مكان له أيادٍ بيضاء تنبض له بالحب والوفاء. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن الأمير سلطان صاحب خبرة فذة وتجربة عميقة ورائدة كما ان له إنجازات عظيمة لا يمكن حصرها في مقال أو كتاب أو حتى موسوعة ذلك ان كفاءة الرجل وخبرته وحكمته وكرمه وعطاءه ومساهماته واهتماماته وتجاربه وإنسانيته وعطفه وتواضعه، يعتبر كل منها عنواناً يحتاج إلى بحث ودراسة وتحليل وذلك لأنه قل من الرجال من يجمع بين كل تلك الصفات وقل من الرجال من يستطيع ان ينجز ما أنجزه سلطان ولعل بعض إنجازاته يتمثل في: تدرج سموه في المناصب، فمن أمير لمنطقة الرياض إلى وزير للزراعة ثم أصبح وزيراً للمواصلات ثم وزيراً للدفاع والطيران ومفتشاً عاماً ، ثم نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ثم أصبح ولياً للعهد، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى وزارة الدفاع والطيران، وفي كل موقع تبوأه ترك بصمات واضحات، فخلال وجوده على رأس وزارة الدفاع والطيران حوَّل الجيش السعودي من جيش متواضع ذي تسليح بسيط إلى جيش نظامي متقدم أصبح في عداد الجيوش النظامية المعدودة. وما تصدي ذلك الجيش لمن اخترقوا الحدود الجنوبية ودحره لهم الأخير إلا دليل على ذلك. كما رافق تطوير الجيش، إنشاء المدن العسكرية والمستشفيات العسكرية والكليات والمعاهد والمدارس العسكرية ولكل من تلك المنشآت دورها التنموي والثقافي والعلاجي والتعليمي ليس هذا فحسب بل ان خدمات الإخلاء الطبي طالت كثيراً ممن احتاج إلى تلك الخدمة المميزة. هذا وقد ترأس سموه ولفترة طويلة كلاً من: في مجال التعليم ترأس اللجنة العليا لسياسة التعليم. في مجال الإدارة ترأس اللجنة العليا للاصلاح الإداري. في مجال القوى العاملة ترأس اللجنة العليا للقوى العاملة. في مجال الدعوة الإسلامية ترأس اللجنة العليا للدعوة الإسلامية والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في المملكة. مجلس إدارة مؤسسة الخطوط الجوية العربية السعودية. مجلس الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية. اللجنة الوزارية للبيئة. مجلس إدارة المؤسسة العامة للصناعات الحربية. اللجنة العليا للتوازن الاقتصادي. رئيس مجلس إدارة مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية. الهيئة العليا للسياحة. الهيئة العامة للدواء والغذاء. نائب رئيس المجلس الاقتصادي الأعلى. رئيس مجلس إدارة الموسوعة العربية العالمية. رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمساحة. وهذا كله يدل على أن سموه شمل برعايته واهتمامه عدداً كبيراً من الفعاليات التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن. فهو يتلمس كل ما يصب في المصلحة العامة ويدعمه وليس أدل على ذلك من اهتمامه بالموارد المائية وذلك إدراكاً من سموه أهمية الماء لبلد صحراوي مثل المملكة حيث دعم مركز دراسات الصحراء والمياه ومول من حسابه الخاص عدداً من الجوائز التي تصب في ذلك المضمار من بينها: جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية في مجال المياه السطحية. جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية في مجال المياه الجوفية. جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية في مجال إدارة الموارد المائية. جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية في مجال الموارد المائية البديلة (غير التقليدية). جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية في مجال حماية الموارد المائية. وقد خصص لكل جائزة من تلك الجوائز مبلغ قدره خمسمائة ألف ريال. ولا شك ان هذا الاهتمام سوف يدفع الباحثين والمتخصصين على المستويين المحلي والعالمي للتنافس لنيل شرف الفوز بواحدة من تلك الجوائز العظيمة. نعم إن لسلطان بن عبدالعزيز سهماً وافراً في كل فعالية من فعاليات هذا الوطن كيف لا وهو خريج مدرسة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ورفيق درب اخوانه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله، وهو اليوم الساعد الأيمن لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - صاحب نظرية الحوار والانفتاح وراعي النهضة المعمارية والتعليمية والاقتصادية والأمنية التي نشاهد ونعايش حراكها هذه الأيام. فالملك عبدالله يعيش نبض الشعب ويتفاعل معه على مدار الساعة. أماسيرة الأمير سلطان فهي سيرة عطرة وإنجاز لا مثيل له وبر وكرم متناهٍ وقرب من هموم الناس وسهر على مصالحهم ووفاء وإباء .. كل ذلك جعل من سلطان حبيباً إلى القلوب.. من هذا كله ومعه يتضح سر فرحة الوطن بعودة الأمير سلطان وهو يرفل بثياب الصحة والعافية. المجد عوفي إذ عوفيت والكرم وزال عنك إلى اعدائك الألم صحت بصحتك الابدان وابتهجت بها المكارم وانهلت بها الديم وما اخصك في برء بتهنئة إذا سلمت فكل الناس قد سلموا نعم لم يمنع المرض والمعاناة اهتمام الأمير سلطان بالشأن الوطني فقد كان يتابع كل مجريات الأحداث وهو على سرير المرض وكذلك خلال فترة نقاهته كما أن عطاءه وبذله لم ينقطع فهو دائماً كالنهر الجاري الذي يفيض من فوق السدود والموانع. كما ظلت ابتسامته المميزة لا تفارق محياه. وهذا كله سر من أسرار قوة شكيمته وقدرته على المقاومة والصمود وذلك بفضل من الله وتوفيقه ورضاه. لقد كان مساء الجمعة 1430/12/24ه يوماً مشهوداً توج باستقبال خادم الحرمين الشريفين رجل الوفاء والإباء لأخيه ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز على أرض المطار وقد برزت في تلك اللحظات معاني الألفة والمحبة والتكاتف بكل معانيها كما كان للحضور الجماهيري الكثيف بعد وطني وإنساني، فهو يدل على التفاف الشعب حول قيادته وحبه لها ولسان حال الجميع يلهج بالدعاء والتضرع ان يقي الله هذه الأمة حكومة وشعباً من كل المحن والشرور. وهكذا تتجسد الوحدة الوطنية بكل معانيها فليهنأ الوطن ويسلم أرضاً وحكومة وشعباً. وفي مقام ذكر الوفاء ورجولة الرجال لابد أن أسدي التحية إلى الأمير سلمان بن عبدالعزيز رجل الإدارة والثقافة والتاريخ ورجل جسد الوفاء بكل معانيه من خلال مرافقته لأخيه الأمير سلطان خلال رحلته العلاجية التي امتدت أكثر من عام ولا شك ان سموه يحمل قلباً مفعماً بالحب والخير والوفاء سدد الله خطى الجميع لما يحبه ويرضاه. والله المستعان،،،