يبدو أننا في العالم العربي مقدمون على أكثر من سوار ذهب، فنحن الذين عاصرنا الرئيس السوداني الذي تخلى عن السلطة وهو في كامل قواه العقلية، وفضل الحياة في أضواء الظل، كنا نعتقد أن هذه الظاهرة الخارقة في تاريخ العرب السياسي لن تتكرر أبدا أبدا أبدا، وعلقنا الرئيس سوار الذهب كأول معلقة سياسية في التاريخ العربي الحديث، وكتبناه بماء الذهب. ليس لأننا نحلم بما يسمونه التداول السلمي للسلطة، ولكن لأن هذه المقولة لاتقوم إلا على أرضية صلبة من القوانين والمؤسسات، وليس في جيولوجيا الوطن العربي قطعة ارض مهيأة لمثل هذا التداول السلمي. نحن نحلم فقط أن يشبع بعضهم من السلطة، أن يصاب مثلنا بالغثيان من هذه السنوات التي لاتحمل جديدا والتي لم يتقدم خلالها خطوة واحدة إلا إلى الوراء. نحن لا نحسد أحدا من هؤلاء الزعماء، نعرف متاعبهم وبؤس لياليهم، ونقدر خوفهم وشكوكهم وعزلتهم. ولكنهم "تعودوا" على السلطة ومشاقها وألمها إلى الحد الذي آمن بعضهم أنه خلق لمثل هذه المصائر. في ظل هذا اليقين الذي يحكم كثيرا من قيادات العالم العربي، يأتي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليعلن للمرة العاشرة تقريبا أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية القادمة هذا إن انعقدت" وتنهال عليه الضغوط من الغرب والشرق ويرفضها أبو مازن وكأنه يؤكد أن علينا أن نتوقع أكثر من سوار ذهب واحد. ولكن هل يصمد أبو مازن أم انه مثل غيره من زعماء العرب سينحني لرغبات شعبه ويعيد النظر في قراره . لننتظر . أليس غداً لناظره قريب ؟؟