انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة مايسمى ب"الزواج الالكتروني"، أو الزواج عن طريق المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت، حيث تطلب هذه المواقع من المتقدمين التسجيل، ومن ثم وضع الصورة الخاصة بالشاب أو الفتاة، وتقديم مواصفاتهما الجسدية والشخصية، ثم يضع كل من الشاب والفتاة المواصفات التي يطلبها في الشريك، فتظهر عدة نتائج للمطابقين للمواصفات، فيختار المتصفح أحدها وبرسالة عبر هذا الموقع يتم الاتصال بين الأثنين فتبدأ فترة التعارف، وقد تستغرق فترة "التعارف" مدة طويلة، وغالباً ما ينتهي الأمر بدون زواج معلن أو تلاعب من قبل أحد الأطراف، مما جعل الغالبية يطالبون بحجب هذه المواقع وحماية الفتيات من هذا التلاعب. وتحدثت ديمة (خريجة جامعية) عن تجربتها مع هذه المواقع قبل سنوات، مؤكدة ان ذلك لم يكن بهدف الزواج بل حبا في الاستطلاع، وقالت: قدمت معلومات عن نفسي، وكل المعلومات غير صحيحة أبدا، فوقع شخص في شباك تلك المعلومات الكاذبة وحاول إقناعي بالزواج، وطلب محادثتي عبر "الماسنجر"، وحادثتة لفترة وجيزة وبعدها تركت ذلك الموقع، فلم يكن هدفي البحث عن زوج او التعارف، كان فقط لمعرفة عقول من يملؤون مثل هذه المواقع. وأشار يحيى العتيبي إلى أن رواد هذه المواقع ينقسمون إلى قسمين، هما:قسم جاد في البحث عن شريك حياته، وفي رأيي انه يبحث في المكان الخطأ، وقسم آخر يرتاد هذه المواقع للتسلية والترفيه وإضاعة الوقت، وأيضاً ساحة للتعارف بين الجنسين، مؤكداً على ان اغلب هذه الفئات لا تدلي بمعلومات صحيحة عن أنفسهم، ويظهرون بشكل جميل ومغر حسب بياناتهم، وأنا لا أؤيد مثل هذا العمل، لأن في ذلك تلاعب بمشاعر الآخرين واستغلالهم عاطفياً بلا وجه حق. مجموعة لصور مشتركات في أحد المواقع وأوضحت فاطمة فهد بأن نسبة الفتيات الجادات في الزواج على هذه المواقع أكثر من الرجال، وقالت: قد تكون الفتاة واضحة وصريحة بمعلوماتها، لكن غاية أغلب الرجال حسب رأيها التلاعب، وتتوقع أن نسبة الجادين منهم لا تتخطى 1%، مشيرة إلى أن أغلب الرجال ينشرون معلومات غير صحيحة عن أنفسهم بهدف الإيقاع بالفتيات. وأضافت أن التباين بين سلوك الفتيات والرجال يعود إلى طبيعة المرأة العاطفية، حيث أن المرأه غالبا ما تعبر عن عاطفتها بصدق، فيستغل ذلك الطرف الآخر بتلاعب منه، وقد تتضرر الفتاة بجرح عاطفتها وقد تصاب بأمراض نفسية جراء هذا التلاعب، مشيرة إلى أن المستفيد الوحيد هم أصحاب هذه المواقع، خصوصاً أن بعض هذه المواقع تجبر كل من يسجل بدفع رسوم مالية. واعتبر محمد القشعمي الزواج عن طريق تلك المواقع والتعارف طريقة جديدة لكنها تتعارض مع ماحباه الله للمرأة من الحياء الفطري، وفي الغالب تكون هذه الزيجات غير مدروسة وغير مأمونة العواقب. مشترك يصرح عن رغبتة في زواج «المسيار» كما طالبت هدى محمد بإقفال هذه المواقع من قبل الجهات المعنية أسوة بالمواقع الأخرى التي تجلب الرذيلة، متوقعة الحد من انتشار هذه المواقع ونزوح الكثير عنها، وقالت: رغم أن هناك وسائل كثيرة للتعارف، إلا أن مثل هذه المواقع قد يتوقع البعض أن يجد بها مصداقية فيتجه إليها وهي خلاف ذلك، ولو تقدم احد لبناتي بهذا الطريق سأرفض تماما لان علاقتهم لن تستمر ابداً. ومن ناحيتها قالت المستشارة النفسية والأسرية الدكتورة عائشة حجازي إن رواد هذه المواقع يقومون بإدلاء معلومات كاذبة عن ذاتهم كي تزيد الرغبة فيهم، وغالبا مايكون روادها فتيات تجاوزن سن الزواج حسب نظرة المجتمع التي تعيش فيه، فتبحث الفتاة عن طريق لإنهاء العنوسة، ويؤدي الفراغ كذلك إلى نزوح الفتيات إليه، وقد تكون طبيعة بعض الأسر وتقوقعهم على بناتهم ورغبة الفتاة في الظهور سببا في ذلك. وأضافت أن مثل هذه المواقع تجعل الفتاة تبني آمال وطموحات كبيرة وتتوهم بأنها وصلت إلى ماتريد، والحقيقة عكس ذلك، وقد نتج عن هذه المواقع والمنتديات مشاكل أسرية ونفسية كبيرة، مؤكدة أن هذة المواقع تسببت في الكثير من حالات الإكتئاب والإحباط.