رقية الشعيبي بعد 18 عاماً من العمل الاجتماعي الخيري.. اتجهت إلى القطاع الخاص.. ومن أصعب أبوابه العقاري.. لماذا؟ في الجانب الاجتماعي الخيري أعتقد أني خلال ال 18 عاماً التي مضت؛ قد قدمت كل ما لدي؛ والآن حان الوقت لأسلم دفة قيادة جمعية النهضة للأجيال المقبلة لتكمل مسيرة الخير والنماء في وطننا الغالي. واخترت القطاع العقاري لأنه قطاع يلامس احتياجات المرأة؛ كثيراً، خاصة على مستوى التجزئة منه؛ ورغم ذلك لا يزال قطاعاً مهمشاً للمرأة.. أو قل إن المرأة مهمشة في القطاع العقاري، وهذا هو التحدي الذي أسعى بأذن الله إلى إن أقدم شيئاً فيه. ما رأيكم في دخول المرأة في الاستثمار في العقارات؟ الاستثمار العقاري كما يراه الكثير من الاقتصاديين يعد ثاني أكبر مجال استثماري في المملكة بعد النفط، ويتميز بحركة نشطة وتطور ملموس، ولما له من دور فعال وحيوي في عملية التنمية والتطوير الاقتصادي، فقد جذب الكثير من المستثمرين إلى هذا المجال ومن ضمنهم المرأة السعودية التي أصبحت لها حصة جيدة لكنها غير نشطة أو غير واضحة.. وهناك ما يقرب من 30 ألف سيدة في مجالات الأعمال والاقتصاد من بينهن عدد جيد يستثمرن في مجال العقارات أما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. هل هناك معوقات تقابل المرأة في هذا المجال؟ دخول المرأة العمل في المجال العقاري يعد جديداً في المملكة، لذا فإن خبرتها قليلة ومعرفتها بالأنظمة والقوانين ضعيفة وهذا يؤثر سلباً على مستوى عملها باحترافية عالية ومقدرتها على المنافسة والنجاح. .. وهل نجحت في تطوير آليات التسويق؟ التسويق هو علم وفن له أصوله وأساليبه، وإذا أتيحت الفرصة للمرأة لتلقي التعليم في هذا المجال فلابد أنها ستتمكن من النجاح والإبداع فيه. والتطور السريع الحاصل الآن سواء في الوسائل الإعلامية أو تقنيات التواصل الحديثة قد انعكس إيجابياً على إمكانيات من التواصل والتحرك السريع في المجال العقاري. .. وماذا عن المعوقات؟ أهم المعوقات التي تواجه المرأة في مجال الاستثمار العقاري هي قلة الوعي والثقافة العقارية فيما يتعلق بالأنظمة والقوانين و الإجراءات الرسمية اللازمة لأي مشروع تود الأقدام على تنفيذه وكذلك ندرة الندوات والمحاضرات والدورات التثقيفية، وضعف وسائل الأعلام في نشر التوعية العقارية المطلوبة وقلة الفرص التمويلية التي تسهم في دعم المشاريع الاستثمارية النسائية، بالإضافة إلى نظرة المجتمع للمرأة على أنها غير مؤهلة للمجالات الاستثمارية المختلفة ومن بينها القطاع العقاري بزعم نقص الخبرة وغياب الخلفية الاستثمارية. خلال فترة عملك في السوق.. هل تؤمنين بوجود ثقافة عقارية للمرأة في المملكة؟ للأسف إن هذه الثقافة تغيب عن الرجل قبل المرأة، وهي إن شئت ثقافة الاستثمار العقاري؛ أو الادخار، لان الوحدة العقارية متعاظمة القيمة، وتملكها من خلال التمويل يعني الادخار المضمون.. هذا أبسط مثال على ثقافة العقار.. أضف إلى ذلك أن القرار العقاري؛ خاصة ما يتعلق في شراء المسكن، هو في الغالب قرار مشترك بين المرأة والرجل..لذلك فمن الضروري تكريس الثقافة العقارية للمرأة والاستعانة بالتقنيات المتطورة لتدريبها وتمكينها من المنافسة، وبخاصة بعد انضمام المملكة إلى منظمة التجارية العالمية، وكذلك تنظيم دورات متخصصة لهن تعنى بأساسيات صناعة العقارات من خلال معاهد ومراكز تدريبية تعمل على تأصيل وإرساء قواعد علمية ومهنية لصناعة العقار للمرأة، أهمها تدريبها على اللوائح والأنظمة العقارية المعمول بها، وكيفية تأسيس مشروع عقاري، وإجراءات شراء وبيع العقار وتوجيه المستثمرات للاستثمار الأمثل عقاريا. ما هي رؤيتكم إلى مستقبل السوق العقارية؟ مؤشرات التداول، وكذلك مؤشرات النمو، كلها تقود إلى حقيقة واحدة؛ وهي إن القطاع العقاري الأكثر قوة، ومصداقية، وضمان، وأعتقد أن السوق لا يزال في مراحل النمو الأولى، ولم يصل بعد إلى النضج أو حتى المنافسة؛ وهذا يعني أن السوق العقارية سوقاً واعدة. وما العوامل التي يمكن إن تؤثر في الاستثمارات العقارية؟ العوامل المتوافرة التي تؤثر في الاستثمارات العقارية ومدى تأثير كل عامل من تلك العوامل سواء بالسلب أو بالإيجاب ومن ثم الخلوص إلى انطباع عام علمي عن مستقبل ذلك القطاع، ومن تلك العوامل: إقرار وتفعيل أنظمة وضوابط مهمة للقطاع العقاري، وأهمها نظام الرهن العقاري: الذي لا يختلف عليه اثنان مدى الانتعاش الذي يشهده القطاع العقاري لأي دولة في حال إقرارها ذلك النظام، وخصوصا في قطاع مثل قطاع العقارات في السعودية. ورخص المواد الخام التي تدخل في تشييد المشاريع العقارية: حيث بدأ المتابعون يلاحظون رخص المواد الخام التي يتوقع أن تنخفض بشكل أكبر خلال الأشهر المقبلة، مما سيخفض من تكاليف الإنشاء ويحفز المستهلكين النهائيين للشراء. وارتفاع الطلب الداخلي على مشاريع الإسكان والمشاريع التجارية: مما لا شك فيه أن هناك طلبا كبيرا وفي ازدياد على المنتجات العقارية، وهذا الطلب داخلي ولا يعتمد على مشترين خارجيين كما هو الحال في القطاع العقاري لبعض الدول المجاورة، وهذا سيغري كثيرا من المستثمرين للاستثمار في قطاع العقارات. ورخص قيمة العقارات في السعودية: حيث إن جميع الإحصاءات التي أجريت أخيرا بعد دراسة أسعار جميع دول المنطقة أجمعت على أن قيمة العقارات في السعودية تُعد الأرخص في المنطقة، وهذا يجعلها آمنة من أي تصحيح قد يحصل مستقبلا. ودخول شركات كثيرة للرهن العقاري والتي ستوفر منتجات جذابة لتمويل العقارات وبأفضل العروض، وهذا سيحفز المستثمرين على توفير طرح مشاريع عقارية لتلك الشركات.