تسلم الرئيس الأميركي باراك اوباما الخميس جائزة نوبل للسلام بامتنان وتواضع شديدين، وأشاد بالنشطاء الذين تحدوا حكومات بلادهم في أنحاء العالم، محذرا في الوقت نفسه من أن الحرب تكون ضرورية أحيانا رغم المأساة الإنسانية التي تتسبب بها. وتسلم اوباما الجائزة "بتواضع كبير" واقر "بالجدل" حول تسلمه الجائزة وقال انه "بالمقارنة مع انجازات بعض العظماء في التاريخ الذين حصلوا على هذه الجائزة فإن انجازاتي ضئيلة، وأنني أتسلم هذه الجائزة بفخر وامتنان وتواضع عظيم". وأضاف أن "هذه جائزة تتحدث عن أسمى تطلعاتنا، وترمز إلى انه رغم كل الوحشية والصعوبات التي يمتلئ بها عالمنا، فإننا لسنا سجناء للقدر (...) فأعمالنا مهمة، ويمكن أن تغير التاريخ ليسير في اتجاه العدل". وأشاد اوباما بالمتظاهرين المناهضين للحكومات في إيران وبورما وزيمبابوي وقال ان الولاياتالمتحدة ستقف دائما إلى جانب من يسعون للحصول على الحرية. وقال "سنكون شاهدين على العزة الهادئة التي يتمتع بها مصلحون مثل اونغ سان سو تشي، وشجاعة الزيمبابويين الذين أدلوا بأصواتهم في مواجهة الضرب، وعلى مئات الآلاف الذين ساروا بصمت في شوارع ايران". وأضاف أن "ذلك يدل على أن قادة هذه الحكومات يخشون تطلعات شعوبهم أكثر من قوة أي شعب آخر وان من مسؤولية جميع الشعوب والدول الحرة ان تجعل هذه الحركات تدرك أن الأمل والتاريخ يقفان إلى جانبهم". وفي رد على الجدل الدولي حول منح الجائزة لاوباما، قال ثوربيورن ياغلاند رئيس لجنة نوبل النروجية اثناء حفل تسليم الجائزة ان "التاريخ يخبرنا الكثير عن الفرص الضائعة". واضاف "الان واليوم لدينا الفرصة لدعم افكار الرئيس اوباما. هذه الجائزة هي بكل تاكيد دعوة لنا جميعا للتحرك". ويعد اوباما ثالث رئيس اميركي يفوز بالجائزة اثناء توليه منصبه، وقد تعرض للتشكيك في اهليته للجائزة في اوسلو خصوصا بعد قراره ارسال 30 الف جندي اضافي الى افغانستان. وفي رد على الانتقادات بهذا الشان قال اوباما ان "ادوات الحرب لها دور تؤديه في الحفاظ على السلام (...) ولكن لا بد من الاقرار بانه مهما كانت الحرب مبررة، فانها تحمل في طياتها ماساة انسانية". واضاف "آتي الى هنا وانا اشعر بكلفة النزاع المسلح -- تملأني اسئلة صعبة عن العلاقة بين الحرب والسلام، وجهودنا لاحلال السلام محل الحرب، معترفا بأن توقيت الجائزة ياتي في وقت محرج. وقبل الحفل قال "لا شك لدي ان هناك اشخاصا اخرين اكثر استحقاقا للجائزة مني". الفنان الأمريكي (ويل سميث) وابنته يحيون الرئيس الأمريكي وزوجته أثناء خروجهم