ظن الكثير من الناس أن كلمة مطر يقصد بها الماء النازل من السماء فتسقى به الأرض لتنبت نباتها . وسمّى العرب الكثير من الذكور والإناث باسم " مطر" تيمنا وتجميلا . وأيضا جاء هذا في قصائدهم وأسماء دواوينهم الشعرية . والباحثون في بلاغة التنزيل الحكيم ، وتتبع المفردة سيلاحظون أن كلمة " مطر" لم تستعمل في القرآن الكريم إلا بمعنى العذاب أو الأذى .وتأملوا معي الآيات التي جاءت في القرآن فيها ذكر المطر لتروا حقيقة ما أقول يقول تعالى : 1 - (وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا) (102) سورة النساء 2 - (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) (84) سورة الأعراف 3 - (فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ) (74) سورة الحجر 4 - (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ) (173) سورة الشعراء 5 - (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ) (58) سورة النمل 6- (وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (32) سورة الأنفال 7 -( فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً من سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ) (82) سورة هود 8 - (وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا) (40) سورة الفرقان 9 - (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ) (24) سورة الأحقاف .. أما الماء النازل من السماء لسقيا الأرض والأنعام والناس فاستُعملت له ألفاظ غير لفظة المطر ، كالغيث والودْْق . ومن عشق العرب للجود المُنبت قالوا : الطل ، وهو أخف المطر وأضعفه . وقالوا : الديمة : وهو المطر الذي يدوم أياما ، في سكون بلا رعد وبرق . والحيا والوابل والهتان..