اوقعت هجمات غالبيتها انتحارية 127 قتيلا ومئات الجرحى في يوم دام آخر هز بغداد معيدا الى الاذهان اعتداءات مماثلة، بعد يومين من اقرار قانون ينظم ثاني انتخابات تشريعية منذ سقوط النظام السابق ربيع العام 2003. وقالت مصادر امنية ان "ما لا يقل عن 127 شخصا لقوا مصرعهم واصيب 450 اخرون بانفجار خمس سيارات، اربعة منها يقودها انتحاريون في مناطق متفرقة من بغداد". ووقعت الانفجارات في الدورة (جنوب) وفي نطاق وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في منطقة القاهرة، حي الاعظمية (شمال)، وحرم المبنى الجديد لوزارة المال في سوق الرصافي في الميدان (وسط)، ومحكمة الكرخ في المنصور (غرب)، وقرب مكتب تابع لوزارة الداخلية في النهضة (وسط). واكدت المصادر ان "الانفجار الذي اوقع اكبر عدد من القتلى والجرحى كان داخل مجمع محاكم الكرخ قرب معهد الفنون الجميلة في المنصور (غرب)". وقد تدمر المجمع في شكل كامل، وفقا لمراسل فرانس برس. وفي وقت لاحق، ندد رئيس الوزراء نوري المالكي ب "ارتكاب العصابات الارهابية المدعومة من الخارج من بقايا البعث والقاعدة مجزرة اخرى تحمل نفس البصمات السوداء، استهدفت المؤسسات استمرارا لمخططاتهم المعادية ولاجهاض التجربة الديمقراطية". واوضح ان "توقيت الاعتداءات الارهابية الجبانة بعد نجاح البرلمان في تجاوز آخر عقبة امام اجراءات الانتخابات يؤكد ان اعداء العراق يهدفون الى احداث الفوضى ومنع اي تقدم في العملية السياسية وتعطيل اجراء الانتخابات". وتأتي الانفجارات بعد يومين من اقرار قانون الانتخابات في البرلمان اثر جدل حاد وتأخير استمر اسابيع عدة. واعلن المتحدث باسم خطة فرض القانون اللواء قاسم عطا ان "الايادي التي ارتكبت تفجيرات الاربعاء والاحد الداميين هي ذاتها التي استهدفت المواطنين الابرياء. نخوض معركة شرسة مع البعث وتنظيم القاعدة والمعركة ما زالت مستمرة". واكد عطا حصول "خمسة اعتداءات اربعة منها انتحارية". من جهته، قال ضابط رفيع في وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس ان "انتحاريا يقود حافلة صغيرة بيضاء اللون اقتحم مرآب الموقع البديل لوزارة المالية قرب سوق الرصافي ما اسفر عن اضرار جسيمة بالمبنى وتدمير محلات تجارية ومنازل". واكد المصدر ان "التحقيقات الاولية تشير الى ان الحافلة كانت مفخخة بمادة سي فور ونترات الامونيا". وفي الدورة، سقطت غالبية القتلى بين طلاب المعهد التقني الواقع في شارع الجمعية. واوضحت مصادر امنية ان "الكشف الحسي على مكان الانفجار يؤكد استخدام مادة سي فور بحيث انكمش حجم سيارة الشرطة في شكل مذهل وتفحمت جثث ضابط والعناصر بشكل كامل". وباشرت وزارة الداخلية اعطاء توجيهات لجميع دورياتها ونقاط التفتيش باتخاذ اقصى درجات الحذر والحيطة، فيما قطعت معظم الطرق التي تؤدي الى المباني المهمة والوزارات تحسبا لاستهدافها. وفي وقت لاحق قرر البرلمان العراقي امس استدعاء رئيس الوزراء نوري المالكي ووزيري الداخلية جواد البولاني والدفاع جاثم العبيدي لاستجوابهم الخميس في اعقاب اتهامات بالتقصير في حماية المواطنين بعد تفجيرات الامس. وقال البولاني "انا مستعد للمثول امام البرلمان شرط ان تكون الجلسة علنية". وفي إطار ردود الفعل دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بشدة امس سلسلة التفجيرات "المروعة" التي اودت بحياة 127 شخصا في بغداد. وقال بان "ادين باقصى شدة .. التفجيرات المروعة" وذلك عقب خمسة تفجيرات بشاحنات مفخخة هزت العاصمة العراقية وادت ايضا الى جرح المئات. كما دان البيت الابيض "بشدة" الاعتداءت، على ما اعلن المتحدث باسم الرئاسة الاميركية روبرت غيبس. وصرح غيبس للصحافيين "ندين العنف بشدة". من جانبه دان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الاعتداءات "الهمجية"، وذلك في رسالة تعزية الى نظيره العراقي جلال طالباني. وقال مدفيديف بحسب بيان للكرملين "انا مستاء بشدة لهذه الجرائم الهمجية التي اسفرت عن مقتل اكثر من مئة شخص وعن نحو 500 جريح". واضاف "انا واثق بان ما يقوم به المجرمون لن يتمكن من وقف العملية السياسية لبلادكم على طريق التنمية الديموقراطية".