أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - خطت خطوات متقدمة بالمجالات العلمية والتكنولوجية وحققت قفزات مهمة كان من أبرز ملامحها إنشاء عدد من المراكز والهيئات العلمية المتخصصة والمتطورة عالميا وفي مقدمتها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي دشنها خادم الحرمين الشريفين مؤخرا لتكون منصة إطلاق لوضع العلوم والتقنية في مدارها الصحيح في فلك التعليم والبحوث، ونقطة تحول في التعليم العالي في المملكة والمنطقة عموماً. وقال الأمير سلطان خلال مشاركته أمس الاثنين في منتدى تكنولوجيا الفضاء العالمي المنعقد في أبوظبي: "لقد كان العام 2009 عاماً مميزاً بالنسبة للمملكة حيث يعد تدشين جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية نقطة تحول في التعليم العالي في المملكة العربية السعودية ودول المنطقة، وخطوة رئيسية لوضع العلوم والتكنولوجيا في مقدمة أولوياتنا التعليمية والبحثية. كما استثمرت المملكة بصورة كبيرة في مجالات تعليم الموهوبين والنوادي العلمية للشباب ومراكز العلوم. كما أنها تعهدت وقامت بتمويل خطة وطنية طموحة لتطوير العلوم والتكنولوجيا. وتم إطلاق برنامج هادف وطموح لعلوم الفضاء كنتيجة أساسية لمهمتنا الفضائية بحيث يركز على التقنيات المرتبطة بعلوم الفضاء والأقمار الصناعية". وأضاف أن العولمة التي نعيشها اليوم نشأت وأصبحت ممكنة في ظل توفر الوسائل التي مكنت من التواصل البشري المتطور. وتم تحفيز العديد من هذه التطورات بواسطة النجاحات العلمية الهامة التي حصلت على مر التاريخ والأبحاث المرتبطة بعلوم الفضاء. "ومن هذا المنطلق، علينا البدء بالتفكير بأنفسنا في هذه المنطقة باعتبارنا مساهمين في مستقبل البشرية كما فعل أجدادنا من عظماء العرب والمسلمين، وعبر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عن هذه النقطة بكل لباقة في خطابه الافتتاحي أثناء تدشين جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا، وأقتبس هنا قوله: "لقد راودني الحلم بإنشاء هذه الجامعة منذ ما يزيد على 25 عاماً.. تاريخياً، لعبت الحضارة الإسلامية دوراً رئيسياً في خدمة البشرية.. وساهم عظماء علماء المسلمين في العديد من العلوم المختلفة.. ولذلك لم تنشأ هذه الجامعة التي نحتفل بافتتاحها اليوم من فراغ، فهي استمرارية لما يميز حضارتنا في عصرها الذهبي" ونوه باهتمام المملكة بعلوم وتقنية الفضاء وتؤمن بأهميته في التنمية الوطنية، وهي من أبرز المؤسسين الرئيسيين لمنظمة الاتصالات الفضائية العربية (عربسات)، والمساهم الأكبر في هذا المشروع. وقال سموه بأن المملكة شجعت وساهمت في نشر الوعي باستخدامات تقنية الأقمار الصناعية في المنطقة حيث إن "المملكة العربية السعودية تمتلك اليوم أكثر أنظمة الاتصالات تطوراً في منطقتنا، وهي اليوم من أكبر أسواق تقنية الاتصالات". وأشار إلى ملامح من استثمار المملكة في التنمية العلمية والتكنولوجية والبشرية، وقال إن ”هناك أكثر من 80,000 مبتعث سعودي ممن يدرسون في الخارج في مختلف دول العالم، إلى جانب (24) جامعة حكومية و(8) جامعات خاصة جارٍ العمل على تشييدها إضافةً إلى ال(19) جامعة الموجودة بالفعل والتي يستفيد منها حوالي (800,000) طالب وطالبة. وتم تخصيص ما يزيد على 25% من ميزانية الدولة لإحداث نقلة في التعليم بمختلف مراحله في البلاد للارتقاء بمستواه وتمكينه من مواجهة التحديات والفرص في القرن الواحد والعشرين وما بعده بالتركيز بصورة رئيسية على العلوم والتكنولوجيا".