تقول شركة AOL بأن أعداد الرسائل الإغراقية التي تصل إلى مشتركيها قد انخفضت بشكل واضح خلال العام الحالي . فبينما تقول الشركة بأنه كانت تصلها نحو 2,1 بليون رسالة يوميا في نوفمبر 2003، انخفض العدد إلى 1,6 بليون رسالة يوميا خلال شهر نوفمبر العام 2004 وتقول الشركة بأن الانخفاض قد حصل في حجم البريد الإغراقي . وقال متحدث باسم الشركة (نيكولاس غراهام) لموقع www.dailypress.com بأن الانخفاض قد حصل بسبب اكتشاف مرسلي هذا النوع من البريد بأن رسائلهم لم تعد تمر عبر مرشحات الشركة المضادة له أو لاحتمال مقاضاتهم مستقبلا. وأضاف المتحدث بأن عدد الشكاوى المقدمة من مشتركي AOL - البالغ عددهم 22,7 مليوناً في سبتمبر 2004 - إلى الشركة قد انخفض بنسبة 75٪ . كما أن الشركة لاحظت انخفاض أعداد الرسائل المحذوفة عند بوابات أنظمة الشركة gateways، وكذلك تلك الرسائل التي يتم توجيهها إلى المجلدات المخصصة للبريد الإغراقي . وقالت شركة Postini Inc. - المتخصصة في فلترة (تصفية) البريد الإغراقي لنحو 4000 شركة بما فيها بعض الشركات المزودة لخدمة الإنترنت - بأنها لاحظت تحولا من قبل مرسلي البريد الإغراقي نحو الشبكات الصغيرة . وقال مدير التسويق في الشركة إن الأشخاص الموجودين في شركات صغيرة يصلهم بريد إغراقي أكثر من أولئك الذين يعملون في شركات كبيرة وذلك لأن مرسلي البريد أصبحوا على وعي بأن العاملين في شركات كبيرة لديهم حماية كافية من هذا النوع من البريد . لكنه يضيف بأن مستوى البريد الإغراقي لا يزال في نفس المستوى إن لم يزد وهو يقدر ما بين 75٪ إلى 82٪ من مجموع رسائل البريد الإلكتروني في أنظمة شركته . وقال محام متخصص في شؤون البريد الإغراقي (جون ليفين) بأن شركة AOL تستحق الثناء على جهودها لأنها رفعت قضية ضد أكبر مرسلي البريد الإغراقي (وهو جيرمي جينز) حيث حكم عليه بالسجن تسع سنوات في أول جريمة من نوعها . هل تتناسب العقوبات مع حجم الجريمة؟ لكن محللا أمنيا في موقع Securityfocus قال بأن الأحكام الصادرة ضد مرسلي البريد الإغراقي قاسية جدا ولا تتناسب مع حجم الجريمة . وأضاف (مارك راش) بأن هذه العقوبة تفوق عقوبة مجرمي الحرب في راوندا (مثلا) والغرامات المفروضة ضد مرتكبيها أكبر من تلك المفروضة ضد الشركات التي تدمر البيئة. وأضاف إن جريمة (جيرمي جينز) وزملائه - مثلا - لم تزد على إرسال 10 آلاف رسالة بريدية كل يوم في الفترة ما بين الحادي عشر من يوليو والتاسع من أغسطس 2004 . ويقول إن حكم تسع سنوات عليه أطول من متوسط أحكام جرائم الاعتداء الجنسي أو السرقات، بل أكبر من أي جريمة أخرى باستثناء القتل . وقال بأن تسع سنوات هي في الحقيقة ثلاثة أضعاف متوسط جميع الأحكام الصادرة حول جرائم الاعتداء على مستوى الولاياتالمتحدة وهي 36 شهرا . وتساءل (مارك راش) هل تسع سنوات هي حكم عادل لجريمة لا تتسم بالعنف؟ ويروي المحلل الأمني في موقع Securityfocus حكاية طريفة لكنها ذات دلالات عن سوء استغلال قانون لمكافحة البريد الإغراقي صدر في إحدى الولاياتالأمريكية . حيث تقضي الأحكام فيها بأن يدفع مرسل البريد الاغراقي مبلغاً يصل إلى 500 دولار عن كل رسالة يرسلها إلى أي شخص مقيم في ولاية ميريلاند و 1000 دولار لمقدمي الخدمة . وقد استغل هذا القانون طالب متخصص في القانون هناك - وهو ايريك منهارت - الذي قام بتأسيس شركة ومواقع انترنت مع عناوين بريد الكتروني من أجل جذب مرسلي البريد الإغراقي لإرسال رسائل إليه ثم مقاضاتهم والحصول على الغرامات المحددة في قانون الولاية . ومن تلك المواقع التي أسسها موقع Maryland-state-resident.com . لكن محكمة في الولاية رفضت دعواه وطردته بسبب كونه لا يسكن ميريلاند نفسها بل خارجها، وإلا فلربما كان باستطاعته أن يحصل على مبلغ 168750 دولارا من (جوزف فريفولا) الذي قام بالفعل بإرسال رسائل إغراقية إلى مواقعه . وفي ولاية (ايوا) يقضي قانون الولاية بتعويض قدره 10 دولارات عن كل رسالة اغراقية . وقد قامت شركة مقدمة للخدمة (CIS Internet Services) برفع قضية في محكمة فيدرالية ضد 300 من مرسلي البريد الإلكتروني وذلك للبريد الذي استقبلته الشركة في يوم واحد من أيام عام 2000 . وقد حصلت الشركة على حكم ضد ثلاث شركات منها هي شركة AMP Dollar Savings of Mesa وقد حكم عليها بغرامة مقدارها 720 مليون دولار، وشركة Cash Link Systems of Miami بغرامة مقدارها 360 مليون دولار، وشركة TEI Marketing of Florida بغرامة مقدارها 140 ألف دولار . وتشكل هذه المبالغ مجموع بليون دولار بالتمام والكمال !! وللمقارنة - يقول المحلل الأمني - إن شركة (يونيون كاربايد) التي تورطت في تسمم كيماوي في مدينة بوبال الهندية تم تغريمها مبلغ 470 مليون دولار فقط ! رغم المقتلة الكبيرة التي حصلت في مصنع الشركة وأدى كذلك إلى حصول تشوهات خلقية حتى في الأطفال الذين ولدوا بعد ذلك في الولاية المذكورة . ويقول المحلل الأمني إنه لا يحاول بذلك أن يقلل من الآثار السلبية للبريد الإغراقي، لكنه يقول بأن العقوبات المفروضة على مرتكبيها قاسية للغاية . ويقول بأن الخسائر الإنتاجية التي حصلت في الولاياتالمتحدة نتيجة البريد الإغراقي في عام 2002 بلغت 8,9 بلايين دولار حسب دراسة أجراها معهد Ferris Research . بريد الكتروني [email protected]