استبعد مسؤول كبير في المجلس السعودي البريطاني أن تكون ديون مجموعتي سعد والقصيبي حاضرة بقوة على طاولة مباحثات وزير التجارة البريطاني والوفد الاقتصادي المرافق له والذي يبدأ بزيارة رسمية للرياض اليوم يلتقي خلالها يوم غد بنظيره وزير التجارة والصناعة السعودي عبد الله زينل وعدد من رجال الأعمال السعوديين ومسؤولين حكوميين في هيئة الاستثمار العامة السعودية. وأكد رئيس المجلس السعودي البريطاني خالد السيف في اتصال هاتفي أمس مع " الرياض الاقتصادي " أن ديون مجموعتي سعد والقصيبي ليست من ضمن الأجندة الرسمية أو جدول أعمال المجلس السعودي البريطاني وليست موجودة كذلك في الاجتماع الذي سيتم في الهيئة العامة للاستثمار، غير انه قال: " ربما تثار القضية ب " صفة خاصة " من قبل وزير التجارة البريطاني مع احد المسؤولين الذين سيقابلهم أثناء الزيارة. وتأتي تصريحات السيف في وقت ذكرت تقارير إعلامية عن تحرك البنوك البريطانية وحثتها للحكومة لمحاولة حل خلاف ال 22 مليار دولار من ديون مجموعتي سعد والقصيبي السعوديتين والتي تم إعادة هيكلتها في السعودية مع بنوك محلية وترك البنوك الأجنبية معرضة لتكبد خسائر بمليارات الدولارات على حد وصفهم، وان مجموعة سعد أبرمت اتفاقا مع دائنين سعوديين على سداد قروض مجمعة وثنائية وأن الاتفاق لم يشمل الدائنين الدوليين. وعاد السيف إلى القول إن الوفد البريطاني سوف يلتقي اليوم في مجلس الغرف السعودية لبحث موضوع البنوك والخدمات المالية، وسيتم التباحث حول آلية وطرق تمويل المشاريع الكبيرة طويلة المدى وتمويل المنشآت الصغيرة والمشاركات بين المنشآت المالية السعودية والبريطانية وهي موضوعات مبنية أساسا على مؤتمر تم مؤخراً بين المملكتين في الرياض. ووصف السيف العلاقات الاقتصادية بين الرياض ولندن بأنها جيدة ولدى الطرفين رغبة أكيدة وقوية في زيادة فرص التبادل التجاري بينهم والتعاون في المشاريع الاقتصادية المهمة في المملكة وبريطانيا. وقال: البريطانيون يدركون جيداً أهمية الاقتصاد السعودي وخاصة بعد السياسات الحكيمة المتبعة في تطوير الاقتصاد السعودي وما يطبق من أنظمة جديدة ووجود فرص واعدة وهو ما شجع البريطانيين بأن يتعاونوا مع السعودية . وقال رئيس المجلس السعودي البريطاني إن بريطانيا لديها تفوق وخبرات جيدة في الخدمات المالية والتمويل طويل الأجل وخبرات كبيرة في المشتقات المالية وأيضا خبرات في شراكة الدولة مع القطاع الخاص في بعض المشاريع والتي هي موجودة لدينا والتي تسمى البناء والتشغيل ومن ثم إعادة الملكية للدولة مثل مشاريع سكة الحديد والتحلية والكهرباء، وهناك تعاون في مجال التدريب والتعليم وتدريب المدربين في الكليات التقنية. تجدر الاشارة إلى ان وزير التجارة البريطاني، اللورد ديفز، سيقوم اليوم بزيارة الى جدةوالرياض وسيعقد الوزير محادثات مع كبار المسؤولين السعوديين في وزارة المالية ووزارة التجارة والصناعة وسيزور جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية في جدة ويعقد اجتماعات مع المسؤولين في الهيئة العامة للاستثمار ومع رجال الاعمال السعوديين. ومن ضمن التزاماته الاخرى، سيقوم الوزير البريطاني بإطلاق برنامج "سوفت لاندينج"(Soft Landing Programme) من مكتب شركة "ريجوس جروب نتورك" (Regus Group Network) الكائن في برج المملكة. والبرنامج عبارة عن تعاون بين شركاء مرموقين وهيئة التجارة والاستثمار البريطانية من اجل مساعدة الشركات البريطانية لإيجاد موطئ قدم لها في الرياض. وسوف يتعاون فريق هيئة التجارة والاستثمار البريطاني في السفارة البريطانية بالرياض مع شركائه المحليين من اجل تقديم الخدمات ذات الصلة. إن من شأن برنامج " سوفت لاندينج" تسهيل الحصول على فرص الاعمال المتوفرة في سوق المملكة العربية السعودية القوي وتحفيز الشركات البريطانية على زيادة حجم استثماراتها في المملكة العربية السعودية.