تعقيباً على ما نشر بصفحة الاقتصاد بتاريخ 14 ذي الحجة 1430ه تحت عنوان (طلب إصدار فتوى تحرم تشغيل العاملات الهاربات)، وذلك من خلال المقابلة التي أجراها الأستاذ فهد الثنيان مع الأخ الزميل جمال المفوز. بهذا أود الإشادة بالإجابة والمعلومات التي أدلى بها الزميل المفوز. واتفق معه في كل ما أوضحه باستثناء الاقتراح بإصدار فتوى، فلا يصح بأن تنعت العمالة المنزلية تشبيهاً بالبضاعة باعتبار أولئك بشرا، وإنما يفترض بأن يحكم ذلك العقود والأنظمة، وهنا بيت القصيد ومربط الفرس... وما تطرق له الزميل المفوز، عن عقود العمل، والأنظمة، والمفاوضات، وفرض الإرادة الأجنبية وتصرفات العمالة المنزلية داخل البلاد، وأضيف عليها أيضاً بعض التصرفات الخاطئة من بعض أصحاب العمل، كل تلك السلبيات الضارة بالوطن والمواطن أمنياً واقتصادياً، ومعنوياً، قد أثيرت منذ عشرات السنوات، نوقشت مع الجهات الرسمية المختلفة ذات العلاقة والاختصاص، وتشكلت لها عدة لجان متنوعة وحرر بشأنها محاضر وتوصيات، وقرارات تم المصادقة عليها، ومنها لجان استمرارية، ولازالت قائمة إلى يومنا هذا، ولكن نسمع قرقعة ولا نرى طحيناً. وأود الإيضاح بأن تلك السلبيات التي أشار إليها الزميل المفوز، وغيرها من السلبيات العديدة، كل ذلك معلوم لدى الجهات الرسمية، وغير الرسمية ذات الاختصاص، ولم نغفل عن دراستها ومعالجة جوانبها، ولكن ربما أن ذلك يتم فقط من خلال الاجتماعات ورصد معالجتها على الورق، ولا أتجنى على أحد، ولا أبالغ إذا قلت بأن كل تلك الجهود، إنما تتبخر على أرض الواقع من التطبيق، ليس لأسباب خطأ في صحة القرارات، إنما لتعنت الأجانب في الاستجابة والتعاون، ويقابلها الضعف من جانبنا في تفعيل الإرادة الوطنية، خاصة وأن قراراتنا ليست مجحفة في حق إخوتنا البشر، بل هي عادلة في حفظ حقوق كافة الأطراف وحمايتها، وأنها قرارات تهدف إلى فرض الضبط والتنظيم، وهذا ما لا يعجب الأجانب الذين لا هم لهم سوى تحقيق المكاسب المادية ولا نلومهم في أساليبهم بممارسة الشروط، والتحكم، والإملاءات، التي تحقق لهم المصالح المادية، تبعاً لرغباتهم على حساب المواطن السعودي، وإن كان ذلك يصل إلى درجة الإبتزاز، وإنما يجب بأن نلوم أنفسنا فالسلبية منا وفينا، وعلينا بأن نقارن بيننا وبين الدول الخليجية التي تستقطب العمالة من نفس الدول، والذي يستجاب لمتطلباتها، بعكس واقعنا، علماً أنها مجتمعة لا تستقطب 10٪ من حجم استقطابنا للعمالة. فأقول للزميل المفوز: إن كانت غيرتك الوطنية تنادي مرة أو مئات المرات، فغيرك تنادى آلاف المرات وأسمعت لو ناديت حياً، ولكن لا حياة لمن تنادي.