اختتمت في مدينة المنامة بمملكة البحرين صباح أمس الخميس فعاليات الملتقى الإعلامي العربي الأول لقادة الإعلام العربي، والذي يأتي كثمرة للمبادرة المشتركة والتنسيق بين وزارة الإعلام بمملكة البحرين الشقيقة وهيئة الملتقى الإعلامي العربي ، حيث هذا الملتقى أول تجمع مهني تنظيمي لقيادات الإعلام العربي والمسؤولين عن تسيير العمل في مؤسسات الإعلام العربي العامة والخاصة بما فيها العاملة خارج المنطقة العربية . وتابع المشاركون في نقاش جدي وعميق فعاليات الملتقى سعياً إلى دور مميز للإعلام العربي وتأثيره في المجتمعات، كما تطرق المشاركون في مداخلات مهنية وموضوعية إلى سبل تفعيل الحوار في الملتقى لكي يأخذ الإعلام دوره المنوط به والتاريخي بأدواته المرئية والمسموعة والمقروءة ، كما أعربوا عن تطلعهم إلى ازدهار الصلات فيما بين مؤسسات الإعلام العربية، وبين الإعلاميين العرب، والعلاقات بين وسائل الإعلام كافة والمدونات والمواقع الإخبارية والصحافة الإلكترونية بطيفها الواسع على شبكة الانترنت، كما طالبوا ببذل المزيد من الجهود الطوعية لتطوير أساليب الحوار وفق المعايير المهنية الدولية، وفي إطار القيم العربية فيما بين وسائل الإعلام، التقليدية منها والجديدة. وتوافق رأي المشاركين على أهمية إسهامهم في تعزيز أساليب الحوارات الإعلامية وفق المبادئ المهنية وأطر القيم الإعلامية، وأن تشمل هذه الإسهامات تشجيع الجهود الطوعية وعقد المزيد من اللقاءات بين المهنيين العرب لهذا الغرض. الجدير بالذكر أن الملتقى ناقش خلال جلساته ثلاثةً من المحاور المهمة (الإعلام..والمتغيرات الدولية ، تأثير رأس المال على صناعة الإعلام ، مستقبل الإعلام العربي..أزمات وعوائق ) ، وقد خلصت المناقشات ومداخلات المشاركين إلى توافق الرأي على عدد من التوصيات منها : أولاً: لدى مناقشة محور العلاقة بين رأس المال وصناعة الإعلام لاحظ المشاركون في مداخلاتهم وتعقيباتهم أن هناك تعددية في أشكال ملكية القنوات الفضائية والاستثمار فيها مابين الملكية العامة والخاصة (شركات وأفرادا) ولاحظوا أن هناك صعوبة في تعميم خلاصة أكثر أشكال الملكية نجاحاً. ودعوا مؤسسات الإعلام العربية والمراكز البحثية والندوات المتخصصة الاهتمام بدراسة العلاقة بين أشكال الملكية والاستثمار من ناحية ، ونجاح مؤسسات الإعلام، وخاصة القنوات الفضائية، من جهة أخرى، وذلك بهدف التوصل إلى فهم أفضل للجوانب الاقتصادية التي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في نجاح المنتج الإعلامي. ثانياً: في هذا السياق أيضاً أوصى المشاركون المستثمرين العرب والجهات المانحة لتراخيص البث على حدٍ سواء بالحرص على إعداد مشروعات إعلامية وخاصة بالنسبة إلى إطلاق القنوات الفضائية ضماناً لجدية المشروع، وتحقيقاً لسلامة الاستثمار ، وتمكيناً لمثل هذه المشروعات من الاستمرار في أداء مهامها والحؤول دون تعثرها مستقبلاً. ثالثاً: أظهرت المناقشة والمداخلات في محور الإعلام والمتغيرات اقتناعاً بضرورة التعامل مع أشكال الإعلام الجديد والتكيف معها مؤكدين في هذا السياق على مبدأ المسؤولية الاجتماعية للإعلام وعلى أن تحرص المؤسسات الإعلامية العربية على مراعاة المبادئ والمعايير المهنية للممارسة الإعلامية. رابعاً: أوصى المشاركون مؤسسات وأجهزة الإعلام العربي الالتزام بمبادئ ميثاق الشرف الإعلامي العربي باعتباره مجموعة المبادئ التي ارتضتها الإرادة العربية المشتركة كأطرٍ للعمل الإعلامي العربي، مؤكدين في هذا الشأن علىأهمية وضع المعايير الاحترافية كأولويات في رسم وتنفيذ الخطط البرامجية لمؤسسات الإعلام العربية. خامساً: دعا المشاركون مؤسسات وأجهزة الإعلام العربية إلى تكثيف توجهاتها نحو إرساء مفهوم الثقافة الجدلية الايجابية. سادساً: في مناقشة محور مستقبل الإعلام العربي دعا المشاركون المؤسسات وأجهزة الإعلام العربية إلى متابعة أوجه التقدم التكنولوجي ذات الصلة بمراحل الإعداد والإنتاج والبث، مشددين على أهمية تبادل تقييم التكنولوجيات الجديدة وتبادل الرأي في جدوى كل منها. سابعاً: أشار المشاركون إلى الدور الذي ينهض به الملتقى الإعلامي العربي في إتاحة فرص دورية لقيادات الإعلام وللإعلاميين العرب للتشاور في قضايا التكنولوجيا ذات الصلة بمستقبل الإعلام، ودعوا الأمانة العامة لجامعة الدول العربية واتحاد إذاعات الدول العربية إلى موافاة مؤسسات الإعلام العربية بدراسات تتضمن الرؤية المشتركة للتكنولوجيات الجديدة للإعلام. ثامناً: أكد المشاركونٍ أهمية عقد دوراتٍ للملتقيات الإعلامية العربية وللإعلاميين العرب تُخصصُ لمناقشة تطورات الاندماج بين الإعلام والاتصالات وكذلك تأثيرات مثل هذه الاندماجات على مخرجات العمل الإعلامي. تاسعاً: أوصى المشاركون بأن يأتي ضمن أولويات العمل الإعلامي العربي من أجل المستقبل صونُ اللغة العربية باعتبارها الوعاء الثقافي الناقل للثقافة العربية وفكرها وإبداعاتها من جيل إلى آخر. الدكتور عبدالله الجاسر وعدد من الإعلاميين العرب عاشراً: ٍاتصالاً بقضية اللغة العربية وصونها أوصى المشاركون مؤسسات الإعلام العربية، عامة وخاصة على السواء، ب" رقمنة " أرشيفها باعتبار أنه من مسؤولية الإعلام صون الإنتاج الثقافي المتراكم ليثري الأجيال المتعاقبة من أجل مواصلة - بل وزيادة - الإنتاج الثقافي والفكري للعالم العربي. الحادي عشر: أشاد المشاركون بإطلاق جائزة مملكة البحرين لحرية الصحافة مشددين على أهمية إرساء مبدأ التنافسية المهنية من خلال تعميمه عن طريق مثل هذه الجوائز التي تهدف إلى توسيع رقعة الحرية وتأصيلها كأساس في العمل الإعلامي المسؤول. الثاني عشر:أشاد المشاركونٍ بما استطاعت أن تحققه مملكة البحرين من قفزة نوعية إصلاحية في ظل حكم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، كما أشادوا أيضاً بالأجواء الحرة التي تتمتع بها المملكة وحرص جلالته على تهيئة المناخ العام من أجل المضي قدماً نحو تحقيق المزيد من التنمية والتقدم. الثالث عشر: وفي الختام رفع الإعلاميون العرب المشاركون في أنشطة وفعاليات الملتقى الإعلامي العربي كل آيات الشكر والوفاء لمملكة البحرين ممثلة بجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة على استضافة مملكة البحرين لهذه القمة الإعلامية، كما أشادوا جميعاً برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الذي ساند الملتقى الإعلامي ودعمه حتى خرج بهذا الشكل . كما أشاد المشاركون بجهود وزيرة الثقافة والإعلام بمملكة البحرين الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ، مقدرين الحفاوة البالغة التي استقبلوا بها في مملكة البحرين وكرم الوفادة اللذين أحاطت بهما المملكة هذا الملتقى وضيوفه وفعالياته ، متمنين أن يستمر تكرار هذا الملتقى الذي يعوّل عليه في تطوير الإعلام العربي وفي تبادل اللقاءات والخبرات ووجهات النظر.