ظل الدوري السعودي في سنوات مضت مليئاً بالمفاجآت، فعندما يتقابل فريقان أحدهما من المقدمة والآخر من الوسط أو في قاع الترتيب، فإن المتابع لا يستطيع التسليم تماماً بنتيجة المباراة. في السابق كانت المفاجآت تحضر بقوة وتغير من ملامح الدوري، والفرق الكبيرة تغلّب الحذر حين تقابل فرقاً أقل إمكانيات منها، فقد كانت فرق النجمة والطائي والقادسية والرائد وأحد والشعلة تحضر بقوة وتقدم نفسها كفرق لا تهاب خصومها، فنجمة عنيزة اقتحمت المربع الذهبي، وكان الفريق "الأخضر" آنذاك مرشح وبقوة للوصول إلى نهائي الدوري، بيد أن عدم توفيق منصور الموسى ورفاقه حد طموحات أبناء عنيزة، والطائي اصطاد فرق الهلال والأهلي والنصر والشباب وغيرها حتى اشتهر بمسمى "صائد الكبار"، ناهيك عن وصوله إلى نهائي كأس ولي العهد وخسارته المشرفة من أمام الاتحاد في موسم 1418ه، فيما حصد "بنو قادس" بطولة كأس ولي العهد، وقارع جيل عبدالرحمن بو رشيد ومحمد الفرحان أعتى الفرق السعودية في ذلك الوقت، ولم يكن الرائد ببعيد عن سابقيه فقد كسب محمد القريحة وسالم ورفاقهما النصر في الرياض بهدف والاتحاد في جدة بهدفين والهلال في الرياض بثلاثية نظيفة، كما أن جيل حمزة إدريس حينما كان المهاجم الأبرز في أحد تفوق على فرق عدة، والشيء ذاته ينطبق على الشعلة بقيادة ماجد الطفيل ونواف الدعجاني. وفي السنوات الأخيرة أضحت المفاجآت شحيحة في الدوري، وهنا قد تبرز عوامل عدة أهمها الفوارق الفنية، وغياب الروح لدى لاعبي الفريق والرغبة في إحداث المفاجأة وتحقيق انتصار لافت، فضلاً عن عدم الاستفادة من العنصر الأجنبي بالشكل الذي يشفع للفرق إياها باقتناص بعض النقاط من الفرق الكبيرة، هذه الأسطر لا تلغي تفوق بعض الفرق على ذاتها والخروج بانتصارات مدوية كما فعل الفتح مع الشباب هذا الموسم، وكما فعل أبها مع النصر والشباب، والرائد مع الشباب في الموسم الماضي، والخليج مع الشباب والطائي مع الأهلي في الموسم ما قبل الماضي، والحديث هنا يتركز على تلاشي المفاجآت واختلافها عن الكم الذي كانت عليه في السابق، ويجدر بنا أن نستثني فريق نجران الذي سجل نفسه كأبرز فرق الدوري في السنوات الثلاث الأخيرة من خلال مفاجآته التي لم يسلم منها أي من فرق المقدمة، وفي الوقت ذاته، حري بنا طرح تساؤل حول عودة المفاجآت بذات الكم الذي كنا نشاهده في السابق، وعما إذا كانت فرق المؤخرة تطمح لتحقيق الفوز على فرق المقدمة والخروج بنقاط ثمينة ترجح كفتها في صراع البقاء والهبوط، وهل ستغير فرق المؤخرة ملامح سلم ترتيب الدوري، وهل ستستطيع حرمان أحد الفرق المتنافسة من لقب الدوري وإهدائه لآخر..؟