جميع مدن أو محافظات دول العالم يأتيها ما قدر لها من سيول أو أمطار أو براكين وغيرها من المحن والمآسي التي لا طاقة للانسان بها .. وتبقى رحمة الله ولطفه بعباده ولا يستطيع أحد كائن من كان التصدي أو مجابهة قدر الله إلا بعونه ... ولكن قد يكون الانسان طرفاً وسبباً في تلك المهالك وزيادة في الكارثة سواءً بالإهمال أو التجاهل مع عدم إجراء الدراسة الكافية لأي مشروع كان نوعه... وهذا ما يزيد في المصيبة أو المحنة .. محافظة جدة عروس البحر الأحمر التي طالما تغنى الجميع بجمالها غرق جزء منها وتجاوز عدد الوفيات المائة فرد نحسبهم من الشهداء بإذن الله عند سقوط الأمطار لساعات معدودة فماذا لوكان هطول الأمطار لأيام ...؟ أعطتنا تلك المصيبة درساً بليغاً وعبرة قاسية في ظل مشاهد تحزن القلب وتدمع العين وكما توقع الجميع لم تمر هذه الأزمة مرور الكرام أو مثل سحابة الصيف فقد فقدت بعض الأسر فلذات أكبادها أوعائلها الوحيد وسيمتد أثر الفقيد شهوراً وسنيناً عديدة على قدر الحدث الجلل الذي أصاب تلك الأسرة ... وتسائل البعض أين !! وكيف !! حدث هذا الخلل في تصريف السيول وأين الخلل في غرق النفق الشهير في الطريق الذي تكلف نحو 172 مليون ريال واستغرق تنفيذه 34 شهراً كما ذكرته بعض الصحف وهو عبارة عن ممر سفلي على طريق الملك عبدالله من الغرب الى الشرق بطول كيلو متر وبعمق 7,5 أمتار. فعندما يهمل منفذ المشروع أبجدية حروف السلامة يصبح مصير العابرين ومسؤولية سلامتهم في خطر عظيم ، وعندما يتكلم العالم المتقدم عن كيفية استغلال الطاقة عن طريق أمواج البحر نجد المفارقات في الصفة والتفكير. وجاءت الأيادي البيضاء من لدن ملك الانسانية خادم الحرمين الشريفين بتعوبض كريم من لدن كريم بلغ مليون ريال للشهيد بالإضافة إلى الوقوف مع المتضررين وتقديم السكن ومعونة أسبوعية لكل أسرة ، أصداءً عظيمة أوقفت النزيف وحسرة الأسرة وخففت من معاناتهم جعلت الأيادي ترتفع الى السماء بالشكر والدعاء.. وفي الموقف المعنوي جاء في البيان الملك بما نصه ( وبعد أن تابعنا ببالغ الحزن والألم الأحداث المأساوية التي نتجت عن هطول الأمطار على محافظة جدة وما أدت إليه من وفيات تجاوزت مائة شهيد وإصابة الكثيرين ، إضافة إلى العديد من التلفيات والأضرار البالغة على المنشآت العامة والممتلكات الخاصة ... ) . ولمتابعة ولي العهد الأمين للحدث ومباشرة النائب الثاني لمجلس الوزراء أعطى في ذلك إنصافاً للمواطن ونيله حقوقه وحفظاً لكرامته. أما عن شفافية أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل وسرعة المتابعة الشخصية لتفاصيل ما حدث ومعالجة الأمر الواقع فهو أمر غير مستغرب على من وهبه الله الحكمة والاخلاص للوطن... ولسواعد رجال الدفاع المدني ورجال جمعية الهلال الأحمر ورجال الأمن والمرور والمؤسسات الخدمية الأخرى والمتطوعين المخلصين الأوفياء كامل الإشادة على ما قدموه من عمل وتفانٍ في إنقاذ العالقين والمستنجدين من المواطنين والمقيمين ومساعدتهم لهم على مدار الساعة ليل نهار دون انقطاع من تلك المحنة حمانا الله وإياكم والبلاد من كل سوء ومكروه.