أكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر أن الأزمة المالية العالمية قد أثرت بشكل كبير على العديد من المؤسسات الإعلامية العملاقة لكون التمويل يعد من أهم المقومات الأساسية لأي صناعة جيدة، داعياً إلى إيجاد الحلول التي تمكن وسائل الإعلام من التعامل مع محدودية التمويل جراء هذه الأزمة. جاء ذلك خلال ترؤسه للجلسة الثانية في ملتقى قادة الإعلام العربي تحت عنوان "تأثير رأس المال على صناعة الإعلام" حيث تبادل الإعلاميون وجهات النظر بحضور وزير الإعلام الجزائري والشيخ محمد بن عيسى آل خليفة الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادي بمملكة البحرين الشقيقة وعدد من رؤساء تحرير الصحف والمحطات التلفزيونية العربية والمختصين من وكلاء وزارات الإعلام وأبرز الكتاب ومقدمي البرامج، حيث نوقش خلال هذه الجلسة الارتباط الوثيق بين عملية التمويل وتأثيرها علي رسالة وسائل الإعلام التي يجب أن يؤديها، كما تناولت تأثير أزمات التمويل علي دور ورسالة وسائل الإعلام. وقد أشار الدكتور الجاسر خلال هذه الجلسة إلى أهمية الاستثمار في وسائط الإعلام في الوطن العربي ، موضحا انه كان من الصعوبة سابقا إنشاء مؤسسة إعلامية سواء من خلال الحكومات والقطاع العام ، أما الآن ومع الانفتاح وتطور الاتصالات أصبحنا نرى مؤسسات إعلامية عربية كثيرة ومتنوعة ، وقد استطاع رجال الأعمال والأشخاص أن ينشئوا محطة فضائية خاصة بهم وبكل يسر وسهولة ، مؤكدا أهمية إجراء الدراسات قبل البدء في إنشاء القنوات الفضائية. كما تخللت هذه الجلسة عدد من المداخلات الإثرائية حيث تطرقت عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة الدكتورة ليلى عبدالحميد للضغوط الاقتصادية لكونها مشكلة حقيقية تواجه الإعلام حيث يركز المستثمرون على الأهداف التجارية بعيداً عن المهنية معتمدين على الحشو في ظل غياب البعد النقدي. وشدد رئيس قناة "بي بي سي العربية" الأستاذ أسامة السكري على أهمية وجود التمويل في صناعة الإعلام سواء كان حكومياً أو خاصاً مؤكداً على أن للمال تأثيراً سيئاً في صناعة الإعلام كون آلية جذب المعلن تعتبر عملية شاقة بحكم أنه يربط إعلانه باهتمام الجمهور بالرؤية . من جانبه اعتبر المدير التنفيذي لعرب سات أن هناك من لايملك خلفية عن الإعلام ويتقدم بطلب دراسة جدوى لمشروع قناة إعلامية مما يبرهن على عشوائية الإعلام العربي الجديد مقارنة بنظيراتها في الإعلام الغربي ودليل ذلك توقف عدد من المشاريع العربية نتيجة توقف الإعلان. ويرى رئيس اتحاد الإذاعات العربية الأستاذ صلاح الدين معاوية أن المشكلة ليست في عدم وجود رأس مال في الصناعة الإعلامية بل تكمن المشكلة في طبيعة الأهداف من ظهور هذا الكم من وسائل الإعلام والمتركزة على الهدف التجاري والذي تسعى لتحقيقه أغلب القنوات الفضائية ، كما طالب بمواجهة هذه القنوات من خلال توظيف هذه الاستثمارات العربية لانتاج رسالة ومضمون إعلامي ذي توجه سليم. كما شدَّد على أن الحاجة اصبحت ماسة لوثيقة إعلامية مهنية من اجل إطار أخلاقي حتى لاتكون الربحية هي الهدف على حساب القيم .