قفز الذهب إلى مستويات قياسية بالدولار وبعملات أخرى أمس ليظهر قوته بغض النظر عن تغير العملات في حين ارتفع النحاس إلى أعلى مستوى في 14 شهرا مع تزايد الاهتمام بفضل عمليات شراء من جانب صناديق. وفشل بريق الذهب في تعزيز أسعار النفط بعدما أثرت الزيادة الكبيرة في مخزونات الخام على ثقة المستثمرين. ورغم أن العوامل الأساسية للعملات كانت تسير عكس اتجاه السلع المقومة بالدولار مع استقرار العملة الأمريكية قال مستثمرون إن السياسة النقدية والمالية للولايات المتحدة وبعض الدول الكبرى الأخرى ستواصل تسليط الضوء على الأصول الحقيقية. وقال لاري ستيفنسن العضو المنتدب لدى ايبوليو لادارة الأصول "إلى ان يخرج مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي ويقول إنه سيبدأ كبح إجراءات التيسير الكمي وتقليص طبع النقود ستواصل تلك السلع الارتفاع لأنها حقيقية." وسجل الذهب مستوى قياسيا لليوم الثاني على التوالي ليرتفع أكثر من 1.5 في المائة إلى مستوى تاريخي بلغ 1216.75 دولار للأوقية (الأونصة) مقارنة مع 1196 دولارا في أواخر التعاملات في نيويورك أمس الأول. وسجل المعدن النفيس مستويات قياسية أيضا باليورو والجنيه الاسترليني فيما يشير إلى قوة الذهب المستقلة. وقفزت العقود الآجلة للذهب في قسم كوميكس ببورصة نيويورك التجارية للتسليم في فبراير إلى ذروة جديدة بلغت 1218.40 دولار للأوقية. ورغم أن قوة الدولار تجعل الذهب والسلع الأخرى المقومة بالعملة الأمريكية أقل جاذبية، إلا أن متعاملين قالوا إن التحرك فوق 1.51 دولار لسعر اليورو-الدولار عزز التوقعات بمزيد من الانخفاض للدولار. وحصلت السوق على دعم أيضا من احتمال قيام بنوك مركزية بشراء كميات أخرى من الذهب. وقال ديفيد ماريسون من صندوق جي.اف.دي الخاص "وجهة النظر السائدة هي أن البنوك (المركزية) في الدول الصاعدة ستواصل تنويع احتياطياتها الأجنبية وتنشد التأمين من خلال الذهب". لكنه أضاف أنه لا يمكن استبعاد صدمات محتملة تدفع السعر للتراجع مثل تلك التي سببتها أزمة ديون دبي. وقفزت عقود النحاس للتسليم بعد ثلاثة شهور في بورصة لندن للمعادن إلى أعلى مستوى في 14 شهرا إلى 7122 دولارا للطن. وجرى تداوله في وقت لاحق عند 7090 دولارا للطن مقارنة مع 7075 دولارا أمس الأول. وارتفعت أسعار النحاس أكثر من 130 في المائة هذا العام حتى الآن. لكنها لا تزال بعيدة عن مستوى ذروتها الذي بلغ 8940 دولارا للطن في يوليو 2008م.