تعد المدارس الثانوية في كثير من بلدان العالم المتقدم، رافداً مهماً للمجتمع المحلي، والحي السكني التي توجد فيه، بما تقدمه من مناشط ومنافع متعددة، حيث إن مستوى الطلاب الثقافي والحصيلة العلمية والخصائص العمرية مقارنة بالمرحلة الابتدائية والمتوسطة تشفع لها في ذلك، كما أن مستوى المعلمين الأكاديمي الرفيع يساعد عى جودة الأفكار والتحصيل، ويقدم الاستشارات والدعم النفسي والاجتماعي الذي يحتاجه الطلاب. إن المجتمع المحلي هو المعمل أو المكان الحقيقي الذي يجب أن تمارس فيه كل التطبيقات الخاصة بالمعارف النظرية التي تم تعلمها في المدرسة عبر المناهج المتنوعة، ومن هنا يتأكد دور المدرسة الثانوية فلا ينبغي أن تعيش بمعزل عن هذا المجتمع. وكجزء من الدور المفقود للمدارس الثانوية نلاحظ الفجوة الواضحة، والتي أكدت عليها كثير من الدراسات العلمية، حيث الفجوة القائمة بين المنهج والثقافية المحلية، والمدرسة والمجتمع المحلي، ذلك الذي يضعف دور التربية وبالتالي يقلل من فاعليتها في إحداث تغيير أو تنمية أو حراك اجتماعي أو خدمي. ومن الأهداف التي تتحقق في إعادة الدور الإيجابي للمدارس الثانوية المساعدة في تحقيق طموح الأفراد والجماعات بشكل يجعلها أكثر قدرة على المشاركات الفعالة في تجديد المجتمع وتطويره والتقليل من الانحرافات السلوكية والأخلاقية، كما أنها تساعد على الحد من العنف والإرهاب والتخريب المتعمد. * عضو هيئة التدريس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية