قال متضررون من الفيضانات التي اجتاحت جدة قبل أسبوع، إن المكرمة الملكية التي صدرت أمس الأول بدفع مليون ريال لذوي كل شهيد، وتعويض خسائر الممتلكات، ساعدت على تخفيف مصابهم في هذه الكارثة. وأضافوا في حديث ل"الرياض"، بأن التوجيه بمحاسبة المقصرين في هذه الأزمة، وتقديم أي متخاذل سواء كان فرداً أو جهة، يعد إنصافاً لأبرياء قد يكونوا ذهبوا نتيجة إهمال أي جهة في تنفيذ المطلوب منها ومتابعة أعمالها، كما أنه يمنع تكرار الكارثة. وباشرت أمس الجهات المعنية بحصر الأضرار، وتسجيل أسماء المتضررين مع الوقوف على محلاتهم ومنازلهم في حي قويزة، بعد تقديم المتضررين إثباتات تملكهم لهذه المنازل، وانتشرت سيارات اللجان في الكثير من الشوارع. إلى ذلك، قال عبد الله الزهراني أحد المتضررين من هذه السيول، إن القرارات الحكيمة التي صدرت عن خادم الحرمين تعد منصفة لأهل المتوفين والمتضررين من هذه المأساة. وأضاف:" المليك أنصفنا بقراراته الحاسمة ومكرمته أمس الأول، حيث خففت علينا المصاب الجلل وفقدنا للأرواح والممتلكات، كما أن تشكيل لجان لتحديد المقصرين في حدوث هذه المأساة وتقديمهم للعدالة ومحاسبتهم تنصف أناساً ذهبوا ضحايا لهذه الفيضانات التي قد يكون لتهاون جهات حكومية أو مسؤولين دور في أن تكون بهذه الضخامة". وتابع:" تفاعل المليك مع هذه المأساة يظهر إحساسه بشعبه، كما أن كلمته التي ذكر فيها أن المقيم والمواطن أمانة في ذمته تظهر إنسانيته وإحساسه بالمسؤولية". وعن حجم الضرر الذي وقع عليه من هذه الأمطار الغزيرة، ذكر الزهراني أن عمارته السكنية التي تحتوي أربع شقق دمرت بالكامل إلى جانب أن السيول جرفت سيارتين يمتلكهما الى جهة غير معلومة. وزاد:" أسكن في حي قويزة منذ خمس سنوات، وبعد حدوث الفيضانات أغلب ساكني الحي هجروه إما بالسفر الى أقارب لهم في مدن أخرى أو الذهاب الى معارف لهم في أحياء أكثر أماناً في جدة، إن الخسارة الأقوى كانت في الأرواح التي لن يعوضها شيء، رغم إيماننا بأن كل شيء قضاء وقدر". من جهته، قال فيصل رشيد الصاعدي الذي كان يتحدث ل"الرياض" فيما يهم بتقديم أوراقه الثبوتية للجنة المتخصصة في حصر الأضرار بحي قويزة أمس، إن المكرمة الملكية التي صدرت أمس الأول بتعويض المتضررين ليست بمستغربة على خادم الحرمين الشريفين الذي تعودنا منه الوقوف مع شعبه في كل الظروف، مستدركاً بقوله:" ما صدر عن الملك عبد الله من قرارات بخصوص فيضانات جدة، أمر يثلج الصدر ويبهج النفس". رياض حسين يقف على أنقاض أملاكه وأوضح الصاعدي أنه فقد في سيول جدة الجارفة شققه السكنية التي دمرت ولم تعد صالحة للسكن، مطالباً الجهات المعنية بالتعجيل بصرف التعويضات للمتضررين حتى يتمكنوا من السكن في منازلهم بدلاً من أن يكونوا عالة على أقاربهم، في ظل عدم جدوى الشقق المفروشة التي لا تقدم خدمات جيدة للنزلاء – على حد قوله – ولا تتسع إلا لأفراد معدودين. وأضاف:" في مأساة جدة .. وأربعائها العصيب، لابد من وجود جهات مقصرة، مع اختلاف حجم التقصير من جهة إلى أخرى، والدولة ستحاسب المقصرين وتنصفنا منهم". على الصعيد نفسه، ثمن رياض حسين أحد المتضررين من الجالية الباكستانية قرارات خادم الحرمين، وقال:" شاهدت كلمة الملك عبد الله وقراراته بخصوص هذه الكارثة، وقد كانت منصفة جداً للمواطن والمقيم على حد سواء، وتظهر إنسانية هذا المليك وإحساسه بكل سكان مملكته". وتابع:" نملك مزرعة لتربية الماشية في وادي قوس بحي قويزة وقد تضررت جراء السيول، وقد غرق في هذا الوادي نحو 4 جثث انتشلتها طائرات الهيلوكبتر التابعة للدفاع المدني".