فاصلة : ( َواذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ) - سورة البقرة - أمس الجمعة كان عيد الاضحى، العيد يأتي كل عام زائرا لطيفا ، هذا العيد بالتحديد ربما يشعر به بشكل أكثر الحجاج، أما نحن الذين نعيش هذه الأجواء عبر شاشات التلفاز فاعتقد أن ثمة شغفا في أرواحنا لنكون هناك في مكة لنعيشه كأجمل عيد. عيد الحج هو مناسبة دينية مميزة لأي مسلم سواء كان يؤدي مناسك الحج او مكث في بلده ، وهو فرصة تمنحنا الصفاء والسكينة ، فنحن إما مشغولون بمسؤولياتنا الأسرية أو العملية ويمر العيد في اجتماعات أسرية لا يشعر المرء انه يعيش هذه الروحانية العظيمة وسط ضجيج الزيارات. هل استطعنا أن نستثمر هذا العيد لنرتقي بمشاعرنا إلى نشر التسامح والمحبة ؟ مشكلتنا أننا نتحدث عن التسامح ولكننا لا نعرف انه لا يمكن أن يكون حديثا فقط. التسامح هو مغالبة النفس ومجاهدتها في قبول الآخر الذين لم نقبله لاننا غاضبون منه لأي سبب كان . لا اعرف كيف يمكن أن نتخلص من أقنعتنا التي نلبسها حتى مع أنفسنا ،عندما لا نستطيع أن نسامح شخصا ما وفي ذات الوقت نهتم ان نصوم يوم عرفة ابتغاء للاجر بينما نتجاهل فيه دعوة الله للتسامح وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( تعرض الأعمال على الله يوم الاثنين والخميس إلا من كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال انظرا هذين حتى يصطلحا ) التسامح مهارة والعيد بالأمس كان فرصة سانحة لنعيش الغد أكثر تسامحا . كل عام ونحن بخير والإنسان فينا بخير ، في هذا العيد تهنئة خاصة لجنودنا البواسل وأهليهم الذين يعيشون عيدا مختلفا في غيابهم .أعادهم الله لأهلهم سالمين ورحم الشهداء منهم .