سجل قطاع التجزئة المحلي أكبر طلب له خلال هذا العام، وجاءت تجزئة الملابس، ثم الأغنام، فالمواد الغذائية في المرتبة الأولى في حجم الطلب خلال الأسابيع الثلاثة الفائتة. وارجع متخصص في قطاع التجزئة والاستثمار العقاري ارتفاع الطلب خلال هذه الفترة إلى جملة من التغيرات، منها تغير درجات الحرارة في جميع مدن المملكة بدخول فصل الشتاء، وموسمي الحج وعيد الأضحى المبارك. وقال فهد بن عبد الله العثيم الرئيس التنفيذي لشركة العثيم للاستثمار والتطوير العقاري، على الرغم من أسعار تجزئة الملابس تشهد انخفاضا كبيراً في نهاية العام الميلادي مع تغيير موجة الموضات العالمية للملابس خاصة للسيدات, الا ان هذا السوق شهد طلباً كبيراً خلال الفترة السابقة. ويرى العثيم أن سوق التجزئة في السعودية يعتبر من القطاعات الاقتصادية التي تسجل تأثراً يذكر في تداعيات الأزمة العالمية؛ الأمر الذي يؤكد في الوقت ذاته قوة الاقتصاد السعودي. وتشير الدراسات المسحية إلى حاجة السعودية خلال العشر سنوات المقبلة إلى ما يزيد عن 100 مركز تجاري كبير باستثمارات تتجاوز عشرين مليار ريال بواقع عشرة مراكز سنويا، وذلك لمواكبة النمو السكاني والتوسع العمراني المتسارع والمصاحب لهذا النمو؛ في حين تتصدر الرياض المدن السعودية في عدد المجمعات التجارية الكبرى وتعتبر أكثر المدن نمواً في هذا المجال، قياساً على عدد السكان الذي يصل إلى 4.5 ملايين نسمة، بمعدل نمو يتجاوز 6%. واعتبر تقرير حديث صدر عن مجموعة أكسفورد للأعمال السعودية أضخم سوق تجزئة في شبه الجزيرة العربية، مشيراً إلى أنه سوق أصبح أكثر انفتاحاً على الاستثمار الأجنبي؛ وقد تمخض الدخول في عضوية منظمة التجارة العالمية في عام 2006 عن وجود نظام أكثر تحرراً وعن قوانين استثمارية أكثر تساهلاً يستطيع بموجبها تجار التجزئة الأجانب أن يسيطروا على حصة 51% من الشركات المحلية. وتساعد زيادة مساحة الحرية شركات تجارة التجزئة العالمية على تلبية الطلب الذي ينمو بسرعة. وقد تزداد واردات البضائع الاستهلاكية بنسبة 5% وتقدر قيمتها الآن بمبلغ 3.5 مليارات دولار. وإلى جانب الإمكانات التي يوجدها عدد سكان من الشباب وذوي الدخول العالية نسبياً، جعل تحرير الاقتصاد البلد يحتل المرتبة 17 في المؤشر الخاص بتجارة التجزئة العالمية. وتظهر الأبحاث التي يتم نشرها بأنه سيتم توفير حوالي مليون متر مربع من مساحات التجزئة في المستقبل القريب في العربية السعودية، وأن عمليات التطوير بدأت تنتقل إلى المدن الثانوية. وخلال السنوات الست المقبلة، سوف تتضاعف المساحات المخصصة للتجزئة وسيكون جزء كبير منها خارج مدينتي الرياضوجدة في مدن ومناطق أصغر وأبعد. وكانت أسواق التجزئة وخدمات الأغذية في الولاياتالمتحدة سجلت في نهاية شهر أكتوبر الفائت زيادة مبيعات بنسبة 1.4% مقارنة بالشهر السابق كما أشارت بيانات رسمية، وقالت وزارة التجارة الأمريكية إن هذا الرقم اقل بنسبة 1.7% شهر أكتوبر من لعام 2008م.