عكس مخيم الإيواء بمحافظة أحد المسارحة صورا لمشاهد التلاحم بين أبناء الشعب وتكاتفهم إدارات وأفرادا في مشاهد إنسانية جسدها ذلك العطاء من أبناء الشعب أبناء منطقة جازان اتجاه بعضهم البعض في أوقات الشدائد والمحن.. قصص واقعية من داخل المخيم بها مرآة الأهل اتجاه ابنائهم الذين لم يتواصلوا معهم الى الآن.. وأسر لم يكن معها عائلها الوحدي الذي تركهم وهب لنداء الوطن لقطات معبرة من داخل المخيم الذي كان مليئا بالمواطنين الشرفاء الذين تطوعوا جنباً الى جنب مع الجهات الحكومية لخدمة النازحين نزلاء تلك المخيمات. بلد التكافل والتعاطف المواطن أحمد محمد عطيف التقته (الرياض) وهو في مشهد إنساني في سيارته المليئة بالوجبات الغذائية وهو يقوم مع أبنائه بالنداء على أصحاب تلك المخيمات بحسب أرقام الخيام لتوزيع تلك الوجبات حيث قال نحن ولله الحمد في بلد الخير والتكافل والتراحم والتعاطف وما حصل لإخواننا من ابعاد عن منازلهم ماهو الا لصالحهم وحفاظاً على أرواحهم والأدل على ذلك ما يلقونه من رعاية واهتمام بالغين من ولاة الأمر في هذه البلاد بشكل عام وفي المنطقة بشكل خاص وما تواجدنا اليوم الا احساس بحاجة اخواننا لنا في مثل هذه الظروف وهو قبل أن يكون واجبا وطنيا وإنسانيا فهو واجب ديني. شعور وواجب وطني وعلى الجانب الآخر كان لوزارة المالية بجازان مشاركة في ذلك الجانب حيث قال مندوبها متعب الخبراني يجب الوقوف يدا بيد الى جانب بعضنا البعض لاجتياز هذه المحنة التي أسأل الله أن تكون شارفت على النهاية بدحر كيد المعتدين وإذ نقوم بتوزيع الوجبات على إخواننا فذلك شعور وطني وأخوي وإنساني اتجاه بعضنا البعض. 1000 خيمة كشفية في الوقت الذي كانت فيه فرق الكشافة التابعة لإدارة التربية والتعليم بمنطقة جازان تقوم على إيصال النازحين الجدد الى مقار خيامهم أوضح الأستاذ محمد أحمد علوش مشرف النشاط الكشفي بالإدارة أنهم قدموا للمشاركة في بناء المخيم للنازحين لإيوائهم بها مؤكداً أنه تم نصب ألف خيمة للاستفادة منها لإيواء النازحين. والى جانب الجهود المبذولة والخدمات المقدمة بالمخيم على مدار الساعة من توصيل الكهرباء والإنارة والمياه بناء دورات المياه الوطن التقت المواطن علي أحمد هزازي عسكري متقاعد النازح مع عائلته من قرية (الدقة) جنوب مركز الخشل الذي أوضح لنا أنه خرج من قريته منذ خمسة أيام بعد أن ذهب ابناه (عبده وسامي) للمشاركة في صفوف الشرف والعزة للدفاع عن وطنهم وحدود أرضهم مع الكثير من الشرفاء أبناء القوات المسلحة حيث قال خرج ولداي وهم جنديان مجندان باللواء الرابع في الخطوط الأولى للدفاع عن الوطن ونحن من هنا ندعو الله ان يكتب لهم النصر حتى لو كتبت لهم الشهادة ليعيشوا أحياء شرفاء أو أموات شهداء. ولا ينقصنا في هذا المخيم سوى سماع أخبار عنهم والاطمئنان عليهم وطمأنتهم علينا. فكما كنا في السابق جنودا للوطن فاليوم كذلك نواصل التضيحة من أجل الوطن بأبنائنا. مواطنون يقدمون الوجبات لإخوانهم سكان مخيم المسارحة براءة الطفولة وفي مشهد مفعم ببراءة الطفولة للطفل مهند حسين خبراني وهو لا يعلم أهو في حرب أم في نزهة مع أهله في المخيم كانت براءة الطفولة في وجهه وسألناه عن والده فأجاب ببراءة الطفولة بصمت وهز أكتافه وبإلحاحنا أشار الى مسرح الشرف باصبعه وبصوت طفولي (هناك) فهو بصحبة جدته في المخيم. لا ينقصنا شيء أم محمد مجرشي امرأة خمسينية ليس معها سوى أبنائها الصغار وابنتين وزوجة ابنها في المخيم وولدها الكبير 31 عاماً في صفوف الميدان يقيمون بمفردهم تقول الحمد لله نحن على اتصال به كلما سنحت له الفرصة ليطمئن علينا ونطمئن عليه فنحن ولله الحمد في مأمن بحمد الله في هذا المخيم ولا ينقصنا شيء سوى العودة الى بيوتنا في قرية القرن بعد أن تنكشف هذه الغمة عما قريب إن شاء الله. مجموعة من الأطفال لم تستطع أن تسرقهم هذه الأحداث فرحتهم في اللعب على الرغم من سماعهم لدوي المدافع وقصف الطائرات الا أنهم يلهون في ساحات المخيم غير مبالين بذلك مع إحساسهم بالطمأنينة لمعرفتهم حتى وإن كانو صغارا بالدور الذي تقوم به قواتنا المسلحة على الشريط الحدودي في الدفاع عن واقعنا ومستقبلهم وثرى أجدادنا.