تمثل فريضة الحج المؤتمر الأكبر للمسلمين بكافة أجناسهم وأعراقهم واختلاف لغاتهم فيه تتجسد معاني التلاحم بين ابناء الاسلام وفيه تفيض المشاعر وتتزاحم الاحاسيس في النفس المسلمة فتصبح رقراقة بالروحانية وسط زحام هذه الشعائر تبحث عن الولادة من جديد وتبحث عن الرجعة بدون ذنوب ومن منطلق تلبية نداء الخالق تأتي العبارات من الأعماق نحو المنادي يقول الشاعر احمد الغزاوي: لبيك يارب الحجيج جموعه وفدت اليك ترجو المثابة في حماك وتبتغي الزلفى لديك ورحلة الحج نحو البيت العتيق ونحو المشاعر تحكي دلالات إيمانية فوق ان هذه الرحلة لركن من أركان الاسلام، لذا يتزايد الشوق مع كل خطوة نحو البيت حتى تقع العين على البيت الحرام هنا يقع الصمت وتذرف الدموع مجسدة حرارة الشوق وطيب اللقاء الا ايها البيت العتيق تحية اليك مع الايام ما ناح نائح ومن البيت الذي اشتاقت النفس له كثيرا الى عرفات الله، حيث اللقاء وحيث الصورة المتكاملة للحج فالحج عرفة ومن الجبل الى السهل كم سارت من الاقدام ملبية وكم شهد الجبل دموع التوبة والطمع في الغفران يقول الشاعر حسين عرب: جاؤوك يا عرفات فابتسمي للركب من عجم ومن عرب وعندما تتزايد عبارات الابتهال للخالق تتعدد الجمل في طلب الغفران والرحمة يالله ياللي تسجد الناس لرضاه يا وامر خلقه على حج بيته بعدها تأتي عبارات وعبرات يتهشم منها صدر المؤمن وهو بين تلك الاماكن التي شهدت حجة الوداع للنبي المصطفى واعتلى فيها صدى خطبة النبي والتي اختصرت الجمل والخطب بكلمات موجزة واسعة المعاني. وفي مكان قريب هناك منى ومزدلفة وساحات الحرم وجموع تلوذ بالمكان الأمين تشبع العيون بمنظر البيت العتيق لاذت بساحتك الخلائق واستقرت في حماك وشدت بنجواك السرائر واستهامت في هداك وفي رحلة العودة يعلن مشهد الفرحة ويعلن ان العائدين مغفور لهم بإذن الله