بدأ في العاصمة المصرية القاهرة الإعلان عن العديد من الفعاليات الفنية والثقافية التي تسعى لدعم الروح الوطنية وتحث على استعادة روح القومية العربية التي تأثرت بقوة عقب مباراتي كرة القدم بين مصر والجزائر اللتين أقيمتا الأسبوع الماضي وأعقبتهما حالة من الغليان الشعبي في البلدين بسبب الشحن الإعلامي المتبادل. وأعلن مساء الأحد عن تنظيم وقفة لفناني مصر حدد لها مساء اليوم الثلاثاء على مسرح الصوت والضوء بجوار أهرامات الجيزة يعلنون فيها رفضهم القاطع لكل ما جرى في أعقاب مباراتي كرة القدم بين البلدين من اعتداءات على الجمهور الأعزل كما ينددون بموقف بعض وسائل الإعلام التي عملت على إشعال نار الفتنة بدلا من اخمادها. وعلمت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أنه ستتم دعوة كل وسائل الإعلام العالمية لحضور الوقفة وأنها ستضم عددا كبيرا من كبار نجوم الفن المصريين والعرب وتختتم بتلاوة بيان موقع من جموع الفنانين تقرر أن يتولى قراءته على الحاضرين النجم المصري العالمي عمر الشريف بلغات ثلاث هي العربية والإنجليزية والفرنسية. وسبق أن أعلن اتحاد النقابات الفنية المصري مقاطعته الكاملة لكل الأنشطة والفعاليات والمهرجانات الفنية الجزائرية كما أعلنت هذا الموقف الكثير من المؤسسات الثقافية في مصر في حين شجب الكثير من المفكرين والكتاب تلك المقاطعة باعتبارها تزيد الإحتقان القائم. في المقابل أعلنت مجموعة من الفرق الفنية المصرية عن تنظيم حفل كبير مساء غدا الأربعاء بمركز شباب الجزيرة تحت شعار "كلمتين لمصر.. بحبك أوي" يتضمن العشرات من الأغنيات الوطنية التي تدعو لتحويل الاحتقان القائم في الشارع المصري حاليا إلى طاقة إيجابية تدعم معاني الإنتماء والقومية العربية. وقال محمد عبد الفتاح منظم الحفل ل(د.ب.أ) إن الحفل مصري بالأساس ويدعو لزيادة جرعة الانتماء والحب لمصر في نفوس المصريين لكنه في الوقت نفسه مفتوح وبالمجان لكل الجمهور العربي والأجانب المقيمين في مصر ممن يؤمنون بأهمية الأغاني الوطنية في تنمية وجدان الشعوب ، مطالبا كل من يقرر الحضور بحمل علم بلاده خلال الحفل. وأضاف عبد الفتاح أن الحفل لا علاقة له بالأحداث التي تلت مباراة مصر والجزائر بشكل مباشر ولا يسعى منظموه للحديث في السياسة أو إلقاء التهم على أي من الطرفين وإنما يستغل الحفل حالة الوعي الوطني التي تلت المباراة والتي كان من نتائجها الإيجابية محليا عودة العلم المصري إلى أيدي المصريين كأحد معالم الشارع بعد سنوات طويلة غاب فيها مقابل كثير من النتائج السلبية التي يجب تصحيحها فورا. وأوضح أنه لا يزال يسعى لضم عدد أكبر من الفرق الفنية المستقلة والمطربين الشباب للحفل الجماهيري إلى جانب من اتفق معهم بالفعل وبينهم فرقة "حالة" التي يرأسها وفرق فنية بينها "بساطة" و"الطمي" و"بركة". في الاطار نفسه يجهز عدد من المصريين والجزائريين في القاهرة لجلسة نقاش موسعة تختتم بحفل فني وتضم فنانين ومثقفين من البلدين اختير لعقدها مبدئيا مكتبة بدرخان التي يملكها المخرج السينمائي الكبير علي بدرخان في محاولة جادة لوقف سيل الاتهامات والشتائم المتبادلة بين الطرفين وطرح كل الرؤى التي تسببت في تفاقم الأزمة. ويتولى تنسيق الجلسة صحافية مصرية وصحفي جزائري وجها الدعوة لعدد كبير من الكتاب والأدباء والفنانين المصريين والجزائريين والعرب للمشاركة في جلسة النقاش التي تسعى إلى احتواء حالة الإحتقان المتزايدة في الشارعين المصري والجزائري ومواجهة محاولات التهييج من جانب بعض وسائل الإعلام في البلدين. في المقابل ولليوم الرابع على التوالي تواصلت التصريحات المتبادلة بين شخصيات رسمية وشبه رسمية وإعلاميين في البلدين رغم محاولات مستميتة من بعض العقلاء في الجانبين لتجاوز الأزمة. واتخذت الأزمة مناح متعددة خلال اليومين الأخيرين حيث بدأ ما يشبه الحرب الإلكترونية بين نشطاء الإنترنت في البلدين الذين تباروا في قرصنة وتدمير مواقع الكترونية في البلد الثاني وجمع أكبر عدد من الصور ولقطات الفيديو التي تسيء للطرف الآخر أو تظهر كونه المدان في الأزمة.