على الرغم من تأثير الأزمة المالية التي عصفت بمختلف الاقتصادات العالمية التي سارت نحو الركود الأمر الذي انعكس على طلب المنتجات البتروكيماوية والعمليات التحويلية، إلا أن المملكة انتزعت مؤخراً الصدارة في العالم في إنتاج عدد من الكيماويات الأساسية التي تعد عماد الصناعات البتروكيماوية وتشكل أساساً لسلسلة ممتدة من السلع الصناعية والاستهلاكية اللازمة للحياة العصرية بما في ذلك الملابس والأثاث والمواد الغذائية والمنظفات والعطور وغيرها، حيث تتزعم المملكة إنتاج الميثانول وميثيل ثالثي بوتيل الإيثر، وقد صنفت في المرتبة الأولى في إنتاج المادتين ممثلة في شركة سابك، حيث واصلت وحدة الكيماويات الأساسية في سابك نموها وتقويم الفرص المتاحة بالسوق العالمية. وتمثل الكيماويات الأساسية أكثر من 40% من إجمالي إنتاج سابك، وينتج معظمها بمدينة الجبيل الصناعية التي تعد من أكبر المراكز الصناعية العالمية، ويعتمد إنتاج تلك المواد على استغلال ثروة الغاز الوفيرة التي تنعم بها المملكة والمواد الهيدروكربونية التي أسهمت في قيام الصناعات البتروكيماوية بالمملكة. وتشمل وحدة الكيماويات الأساسية ثلاثة فروع رئيسة بداية من الأوليفينات، التي تقوم عليها الصناعات البلاستيكية وغيرها من الصناعات المتعددة التي تلبي حاجات الإنسان الأساسية، ومروراً بالمركبات العطرية والتي تمزج مع منتجات أخرى لصناعة تشكيلة من السلع الضرورية للحياة اليومية بما في ذلك الملابس والقوارير وغيرها، وأخيراً الأوكسجينات التي تمزج مع غيرها لإضافة المزيد من الأوكسجين وتشمل الكحوليات ومشتقات الإيثر التي من استخداماتها العملية تحسين أداء البنزين وصناعة المذيبات، حيث تعد سابك من أكبر منتجي الأوكسجينات في العالم. وقد نجحت سابك في تصعيد إنتاجية مجمع الرازي التابع لها بالجبيل من الميثانول الكيماوي ليصبح أكبر مجمع مفرد لإنتاجه في العالم، حيث لقي الميثانول المخصص لاستخدام مركبات النقل أسواقاً واعدة، كما نجح استخدام ثنائي ميثيل الإيثر بديلاً للديزل في وسائل النقل العام بالصين، فيما أدى مزج الميثانول مباشرة مع البنزين إلى زيادة الطلب هناك. ويتمركز تسويق الميثانول في عدد من الأسواق الإقليمية تشمل آسيا الباسيفيك والهند والأمريكتين وغيرها هذا بخلاف التسويق المحلي والشرق أوسطي. وكان أكثر من 90% من مبيعات الكيماويات على أساس عقود طويلة الأجل ما يعكس الثقة بسابك وقدرتها على التوريد في الوقت المناسب عبر أسطول من الناقلات المتخصصة العملاقة. وفيما يتعلق بمنتج ميثيل ثالثي بوتيل الإيثر فتصنف سابك أكبر منتج عالمي لهذه المادة التي لا تزال لها أسواقها الواعدة في الوقت الذي لا يمكن التوقع بنمو الطلب العالمي نتيجة التخلص التدريجي من استخداماتها في الولاياتالمتحدةالأمريكية والسياسات البيئية في أوروبا فيما يواصل خبراء سابك المتخصصون إجراء الدراسات المتأنية للاستخدامات البديلة لهذه المادة والنظر في استخدامات أخرى للأصول.