صمت مطبق عندما تتغيرالمفاهيم، وتكتشفها عند وقوع الحوادث، وحصول الأحداث المتشابهة، والمترابطة مع التغير في طريقة التعامل مع هذه الأحداث والنوازل، وحديثي هنا عن نازلة وحادثة الجنوب العزيز على قلوبنا جميعاٌ، وأقول ماحدث في جازان العزيز من تسلل يراد بهِ الفساد في البلاد من فئة مدعومة من دول تريد الفساد، وزعزعة الأمن، واستقرار البلد الأمين، منبر التوحيد والعقيدة وقبلة المسلمين، ومهبط الوحي، و دولتنا حفظها الله قادرة على ردع المعتدي أينما كان، وبالطريقة التي تراها مناسبة، والحمد لله قواتنا المسلحة بفروعها كافة استطاعت العمل بما تقتضيه المصلحة العامة، وأنهت العدوان والتسلل، وسؤالي لمتابع الأحداث التي حصلت في الوطن العربي، وفي بعض الدول الإسلامية من حروب وقلاقل، وكان آخرها حرب غزة، وقبلها حرب لبنان المفتعلة من أنصار حزب الله الإيراني، وقبلها الفلوجة وأفغانستان، واستغرابي هنا ماذا حدث للشارع السعودي، وماذا حصل لخطب الجمعة، وما فعله مصدرو الفتوى وناشرو البيانات في المنتديات، ومن داخل وطني السعودية كان الجميع يتحدث لنصرة إخوانه المساكين والمستضعفين في كل مكان، خطب الجمعة تتحدث، البرامج الدينية والأسئلة لما يقع من أحداث، ناهيك عن المنتديات، والتعبئة العامة في المجالس للأحداث الخارجية، والتي وقعت في معظم الدول الإسلامية، وتجد الجميع يتحدث، ويسأل لماذا لا ننصر إخواننا المحاصرين، والمحاربين، والمستضعفين ولماذا لا يسمح بالجهاد لنصرتهم، تجد ما سبق يذكر على الأصعدة كافة من منابر الجمع، وخطب المحاضرات، والدروس العلمية، والأسئلة التابعة للبرامج الدينية، والنشرات، والبيانات الجهادية المحرضة، والموقعة من أصحاب الزيف، واللعب على الوتر الشفاف السريع للانفعال ألا وهو الشباب، ولا ننسى فتنة توسعة المسعى، وافتتاح جامعة الملك عبد الله والفتوى الصادرة بخصوص ذلك، والمستهدف منها هو الفتنة بالوطن والمواطن وزرع الفرقة وبثها، والعجيب والغريب أن مايحصل بجازان لم يتعرض له أحد، وكأننا في صمت مطبق، ومفارقة عجيبة في التعاطي مع الأحداث والنوازل، أليس جازان العزيز من الوطن، نعم بل جازان عندنا أغلى من أي شبروأي نازلة حدثت، وصدرت لها البيانات، وتحدث لها خطباء الجمع، وتداول لها الجميع الفتاوى الجهادية، وأقول بل ويصدق الجميع أني بمدرسة، ولم أسمع أحداً يتحدث عن جازان إلا واحداً، وأحداث غزة والبوسنة، وجنوب لبنان تمطرنا بيانتها كنزول المطر، وكأن الناس تتحدث بالريموت كنترول حسب ما يراه أصحاب البيانات الجهادية، وجازان العزيزة لا أحد يتحدث، والصمت هو السائد، وكأن الأمر لا يعنينا وما وقع من أحداث خارج الوطن نحن المعنيون به، ومُصَدرو البيانات. صحيح مفارقات وعجائب . وجازان نموذجاً، ولا أقول إلا لماذا لا نكون جميعاٌ مع جازان . بياناتنا . فتاوينا . صحفنا . مجالسنا . تعبئتنا العامة . مدارسنا . جامعاتنا . بل وخطب جمعنا، والتي أشغلتنا كثيراً ببيانات أحداث غزة والبوسنة والفلوجة، وهل الاختلاط جائز أم محرم، وسيادة الوطن والاعتداء عليه لا أحد يتحدث، وإن تحدث البعض فإنه يتحدث على استحياء وخجل، والحمد رب العالمين أن رزقنا الله هيئة كبار العلماء، والتي دائماَمع الوطن، ومع مايفيد الوطن لكي يبتعد الوطن بحكمة علمائه، وولاة أمره عن الفتن، وما يثيرها، وأسأل الله أن يحفظ بلادنا وولاة أمرنا من كل سوء ومكروه ..آمين.