بالكاد يمكن تمييز المبنى الكبير المشيد من احجار رصفت بصورة عشوائية وخشب احمر وراء اشجار الصنوبر الضخمة في غابة ليتوانية حيث قد يكون عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي ايه) عمدوا الى استجواب عناصر محتملين من القاعدة. وهذه المدرسة القديمة لممارسة رياضة ركوب الخيل في منطقة انتافيلياي والواقعة على بعد حوالى عشرين كيلومترا من فيلنيوس، عاصمة هذا البلد الصغير على مشارف البلطيق، يشتبه في انها استضافت موقعا سريا للسي آي ايه في 2004 و2005. والسكان الذين يعيشون على مقربة من المكان لم يفاجئهم ذلك. وتروي روتا بوريكين المتقاعدة التي تقطن في المنطقة منذ 1980 "كانت هناك حركة ذهاب واياب لا تتوقف لشاحنات واشخاص يتكلمون الانكليزية واناس من السود يعملون، لكن لم يكن هناك اي شيء ظاهر للعيان". ويقيم عدد قليل من الأفارقة في ليتوانيا، ولفت وجود مثل هؤلاء الاشخاص (السود) انتباه المقيمين في الجوار. وفي اب/اغسطس، ذكرت شبكة "ايه بي سي" التلفزيونية الامريكية نقلا عن مسؤولين سابقين في اجهزة الاستخبارات الامريكية وبيانات لرحلات بين افغانستان وليتوانيا، ان هذه الجمهورية السوفياتية السابقة استضافت سجنا سريا لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي ايه). وكانت الحكومة الليتوانية اقرت بان طائرات كانت تملأ خزاناتها بالوقود في البلد، لكنها نفت وجود سجون على اراضيها. الا ان الرئيسة داليا غريباوسكايت اعترفت مع ذلك في تشرين الاول/اكتوبر بان لديها "شكوكا مباشرة" حول وجود سجن للسي آي ايه قبل وصولها الى السلطة هذه السنة. ومن المتوقع ان تقدم لجنة تحقيق برلمانية انشئت في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، ما سوف تتوصل إليه بهذا الشأن في نهاية كانون الاول/ديسمبر. والاربعاء، اوضحت شبكة "ايه بي سي" مزاعمها واشارت الى مركز الفروسية السابق نقلاً عن مسؤولين في حكومة فيلنيوس ومسؤول سابق في الاستخبارات الاميركية. وطالب وزير الخارجية الليتواني فيغوداس اوساكاس من جهته بتقديم "وقائع وليس شائعات" حول هذه الامور التي تكشفت. وقال ارفيداس انوسوكاس النائب الذي يرئس لجنة التحقيق البرلمانية لوكالة فرانس برس "اننا نجري تحقيقا، ونحقق في كل الامكنة الممكنة". ويدل سجل الموقع على ان المبنى أصبح مدرسة لتعليم ركوب الخيل عام 1999.