تعتمد الولاياتالمتحدة مقاربة أكثر مرونة في التعاطي مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الذي يظهر بدوره رغبة في التعامل مع الأمريكيين بصفتهم شركاء. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى، على اطلاع على لقاء جمع مسؤولين أمريكيين وأفغان في كابول قبل أيام، قوله ان كرزاي لم يراجع الخلافات القديمة مع أمريكا واختار بدلاً من ذلك تفسير تفاصيل جهد كبير ينوي القيام به لردم الهوة بين الطرفين، لا بل انه قرر ان الولاياتالمتحدة ستكون "شريكاً حساساً" في ولايته الرئاسية الثانية. وأشار المسؤول إلى ان الولاياتالمتحدة من جهتها ردت على الحرارة، وكان الحوار ودياً. ولفتت "واشنطن بوست" إلى انه فيما يقترب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من اتخاذ قرار بشأن عديد القوات التي ينوي نشرها في أفغانستان، يتخلى كبار دبلوماسييه وجنرالاته عن تكتيكاتهم الصارمة مع كرزاي ويحاولون بناء علاقة أكثر حرارة. وأشارت إلى انهم يعون ان استراتيجتهم السابقة قد تسببت بضرر أكثر فولدت حالة من التوتر والغضب لدى زعيم محاصر تحتاجه الحكومة الأمريكية كشريك. ونقلت عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية قوله انه "من غير المفيد أن تكون لدينا علاقة "حرب ورود".. فنحن في الأساس نرمي المسؤولية على بعضنا البعض. وأوضحت الصحيفة ان هذا المسؤول هو واحد من عشرات المسؤولين الأمريكيين والأفغان الذين تحدثوا لإعداد هذا التقرير وإنما طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأنهم ليسوا مخولين بالحديث عن مناقشات تتعلق بالسياسة الداخلية. وقال المسؤولون ان المقاربة الأمريكيةالجديدة، التي وصفها أحدهم بأنها "إعادة إطلاق" للعلاقة، تشمل التزاماً أكبر مع أعضاء حكومة كرزاي وحكام المقاطعات، لأنه تم التوصل إلى خلاصة مفادها ان الرئيس الأفغاني يفتقر للنفوذ السياسي الذي يخوله التخلص من أمراء الحرب والساعين وراء السلطة. وأشارت الصحيفة إلى ان وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أرسلت ضابطاً ميدانياً مقرباً من كرزاي كي يكون قائد القاعدة الجديد في كابول. وذكرت ان مبعوث وزارة الخارجية ريتشارد هولبروك الذي أغضب كرزاي من قبل بأسلوبه العدائي يحرص على إيلاء أهمية أكبر لتشكيل السياسة في واشنطن والفوز بدعم دولي لإعادة إعمار افغانستان وتنفيذ برامج تنمية فيها. وقالت ان التوتر في العلاقات الأمريكية - الأفغانية يعود إلى التأثير المتراكم للعديد من قرارات البيت الأبيض التي كانت تهدف إلى تحسين نوعية الحكومة الأفغانية، مذكرة بأن أوباما أوقف عند وصوله إلى الحكم عادة اعتمدها سلفه بإقامة حوار مصور مباشر مرتين شهرياً مع كرزاي. لكنها لفتت إلى انه على الرغم من الاتفاق الواسع بين أعضاء فريق الأمن القومي الأمريكي الحالي بأن كرزاي قائد غير فعال، إلا ان عدداً متزايداً من كبار المسؤولين باتوا يتساءلون عما إذا كانت التصرفات الأمريكية الماضية معه دفعته إلى القيام بما لا يريده البيت الأبيض، أي إقامة علاقات مع أمراء الحرب والسماح بخروج تجار المخدرات من السجن والتهديد بطرد الوزراء الأكفاء. ويظن هؤلاء المسؤولون الآن ان كرزاي قد يعمل بشكل أفضل عندما لا يشعر بأنه محاصر. من جانبه رحب الاتحاد الاوروبي بتصريحات الرئيس الافغاني حامد كرزاي في خطاب تنصيبه بشأن مكافحة الفساد وتجارة المخدرات وحل المشاكل الاخرى. وقال البيان الذي اصدرته الرئاسة السويدية للاتحاد الاوروبي "الرئيس وحكومته الجديدة يجب ان يكشفوا عن طريق المضي قدما ويحققوا نتائج سريعة وملموسة". وقال بيان الاتحاد الاوروبي ان القضايا التى تحتاج الادارة الافغانية الجديدة الى التعامل معها تشمل تحسين الامن واداء الحكومة وتشجيع النمو الاقتصادي والسلام والمصالحة. ودعا الاتحاد الاوروبي البالغ عدد الاعضاء فيه 27 دولة الى "تحسين حماية حقوق الانسان وبصفة خاصة للنساء وتحقيق العدالة وتقديم الخدمات الاجتماعية بشكل افضل كجزء من "عقد" بين الحكومة وشعب افغانستان. ورحب الاتحاد الاوروبي ايضا بقيام كرزاي بمد "يده لخصومه السياسيين لتحقيق الوحدة الوطنية". وادى كرزاي اليمين الدستورية لفترة ثانية مدتها اربع سنوات في وقت سابق الخميس.