التداوي بالطب الشعبي أو التداوي بالأعشاب وهي جزء من الطب الشعبي قديم جداً. فقد عرف الإنسان منذ آلاف السنين كيف يستفيد من الأعشاب التي تنمو في بيئته ومن حوله في شفائه من بعض الأمراض. ولأهمية هذه الأعشاب في التطبيب والعلاج فقد لقب الأطباء بالعشابين لمعرفتهم بخصائصها وطرق التداوي بها، ويمكن أن نذكر هنا ابقراط، وجالينوس، وديسقوريدوس وابن سينا وغيرهم من الأطباء العظام. وعرف أولئك الأطباء بعض الصفات العلاجية للأعشاب، وطرق تحضير العقاقير من أجل العلاج لكثير من الأمراض. والتداوي بالطب الشعبي أو بالأعشاب أو بالطب البديل الذي يأتي تحته بعض المعالجات الخاصة بالإبر الصينية والموسيقى يمكن اعتبارها جميعاً ضمن الطب المساعد إذا كان هناك التزام بالطرق العلمية والجرعات المناسبة للمرض. وتشير إحصائية المركز الوطني للطب المساعد والبديل في الولاياتالمتحدة إلى أنه في عام 2002م استخدم أكثر من 36 في المئة من الأمريكيين أحد أشكال الطب البديل خلال الاثني عشر شهراً السابقة، ولكن الطب البديل أو المساعد مختلف عن الأعشاب والخلطات الشعبية والوهمية التي يروجها بعض أدعياء الطب والمشعوذين من خلال محلات العطارين والتي يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة لمن يستعملها. وقد جاء في إحدى الصحف بأن وزارة الشؤون البلدية والقروية قد وضعت قائمة سوداء بحوالي 30 خلطة شعبية، وهي عبارة عن خلطات يمكن أن تؤدي إلى بعض الأمراض الخطيرة، وهي خلطات لا يعرف محتواها وكمية ما فيها إلا أولئك الذين يروجون لها ويدعون أنها تشفي من أمراض السرطان أو مرض السكري أو العقم وغيرها كثير. إنني أدعو هنا وزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء إلى النظر في هذه الخلطات الشعبية، وأن تخضع جميع محلات العطارين إلى حملات تفتيش دورية، مع الشكر لوزارة الشؤون البلدية والقروية على مراقبتها المستمرة لهذه المحلات التي تبيع خلطات الوهم الخطيرة بدعوى الشفا الوهمي. وأختم مقالي بأحد الإعلانات التي قرأتها في إحدى الصحف وتثير كثيراً من الاستغراب، وفحوى الإعلان أن هناك خلطة سحرية يمكن أن تقضي على كثير من الأمراض الجلدية ومنها البهاق والبرص والأكزيما والصدفية المزمنة، وتظهر النتائج في 20 يوماً، وقد وضعت أرقام الجوال للتواصل مع طالبي العلاج الوهمي ...!! فما رأي وزارة الصحة ...؟!