البنكرياس غدة صغيرة من ملحقات القناة الهضمية يقع في أعلى تجويف البطن مجاورا للمعدة والطحال والكبد والإثنى عشر. ويفرز البنكرياس عصارة مهمة جدا للهضم حيث تحتوي على إنزيمات هاضمة وتصب هذه العصارات من خلال القناة البنكرياسية في الإثنى عشر. وكذلك يفرز البنكرياس هرمونان مهمان - الإنسولين والجلوكاجون - في الدم مباشرة يقومان بالحفاظ على السكر في الدم في معدله الطبيعي. هناك عدة طرق لمعرفة أمراض البنكرياس تبدأ من تاريخ المرض الطبي إلى تحاليل لتحديد مدى ارتفاع الإنزيمات بالدم إلى عمل أشعات كالمقطعية والموجات فوق الصوتية، ولكن للمناظير دور هام وفعال ليس فقط في التشخيص ولكن أيضا في العلاج وذلك من خلال طرق متعددة. فمن خلال مناظير القنوات المرارية والبنكرياسية ذات الحقن العكسي (الارتجاعي) يمكن تشخيص العديد من أمراض البنكرياس، وعمل شق في فتحة القناة الصفراوية وكذلك يمكن إزالة الحصيات من القنوات المرارية أو البنكرياسية ومحاولة توسيع أي تضيق فيها، كما يمكن وضع دعامات في تلك القنوات لتلافي انسدادها إذا دعا الأمر لذلك وحسب تقدير الطبيب المعالج، بالإضافة إلى سحب بعض العينات للتشخيص. صورة بالأشعة أثناء المنظار توضح القنوات المرارية والبنكرياسية ومن التطورات الحديثة الجديرة بالذكر في هذا المجال، القدرة على استخدام أشعة الليزر لتفتيت الحصيات داخل القنوات البنكرياسية والمرارية مما يسهل من مرورها والتخلص منها، كما يمكن تنظير أو رؤية تلك الحصيات مباشرة بواسطة مناظير خاصة وإزالتها، وهناك تطور ملحوظ في أنواع الدعامات المستخدمة في هذا المجال منها ما هو مصنع من خامات معدنية ومنها ما هو من مواد بلاستيكية، ولكل منها استخدامه فيما يناسبه من حالات. واستكمالا لهذه النبذة الموجزة عن دور المناظير في تشخيص وعلاج أمراض البنكرياس فالأشعة بالموجات فوق الصوتية عن طريق المناظير لها أيضا دور كبير في التشخيص والعلاج حيث يقوم الطبيب بإدخال منظار صغير عن طريق الفم إلى معدة المريض حيث يقوم بأداء وظيفتين في آن واحد، الأولى هي الرؤية المباشرة لجدار وتجويفي المعدة والإثنى عشر عن طريق عدسة المنظار، وعند تشغيل الأشعة بالموجات فوق الصوتية في نفس الوقت وعبر نفس المنظار يستطيع الطبيب رؤية التركيب الداخلي وتحديد سمك الطبقات المختلفة ومعاينة الأعضاء المجاورة ومنها البنكرياس والقنوات المرارية والبنكرياسية ومعرفة درجة اتساعها وما إذا كانت تحتوي على حصيات وكذلك رؤية الأكياس الكاذبة والأورام التي قد تصيب البنكرياس. ومن الممكن أيضا أخذ عينات أو عمل تدخل علاجي عبر هذه التقنية التي تجمع بين التنظير الرقمي والتصوير بالموجات فوق الصوتية إذا دعا الأمر لذلك، وحسب مكانها ومدى إمكانية الوصول إليها وكل حالة تقدر بقدرها حيث إن ما يمكن عمله ويصلح لمريض قد لا يصلح أو يمكن عمله مع حالة أخرى. كذلك هناك الجديد والمتطور من مناظير البطن للتدخل الجراحي في معظم أعضاء البطن ومنها البنكرياس. هذا وتشهد المملكة تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة في مدى توافر هذه التقنيات بالمستشفيات في شتى مناطقها وكذلك في مجال التدريب عليها. ويوجد بالمملكة العديد من الأطباء ذوي الكفاءة والخبرة التي تضاهي المستويات العالمية، وهناك حرص كبير على اكتساب المزيد وتوفير كل ما هو جديد ومفيد في هذا المجال، وهي جهود مشكورة نرجو لها الدوام والنجاح والتوفيق. * قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد