قرية الغاوية بالخوبة مسرح الأحداث وبدايتها فهي تقع بين جبلي دخان من الغرب وجبل الدود من الشرق وتعتبر أول الشهود على تمرد الفئة الباغية المتسللة الذين كانوا يتخذون من بعض مزارع وجبال الغاوية ملجأ لهم يختبئون فيه ثم يظهرون بعد ذلك أمام الناس بلباس البراءة قبل أن ينكشفوا أمام العالم وظهورهم على حقيقتهم ومطامعهم وأغراضهم الخبيثة. ولأن قرية الغاوية كانت منذ سنين عديدة الوجهة الأولى لسكان منطقة جازان بغرض الرعي والاستفادة من مزارعها الخضراء ومحاصيلها الزراعية الوفيرة وهو ما يسمي لدى أهالي منطقة جازان (النجوع) ويعني الذهاب للأماكن الطبيعية الخضراء بمحافظة الحرث كالخوبة والغاوية والقرن إضافة إلى التجول في سوقها الخميسي الشهير وبالتالي فإنه لم يكن من الغريب على أهالي الخوبة أن يجدوا بينهم وفي ربوعهم بين لحظة وأخرى أناسا من مختلف مناطق المملكة والدول الخليجية. قرى الغاوية بين أحضان الجبال عروس الجبل وقد تحدث أهالي قرية الغاوية عن بداية الأسلوب الهمجي الذي انتهجه المتسللون حيث يقول الشيخ مرعي بن علي الحارثي شيخ قبيلة آل حنش بالغاوية أن القرية التي تنام في أحضان الجبال قد غدت عروسا في كامل زينتها وذلك بما حظيت به من مشاريع الخير والنماء من حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - حيث انتشرت في ربوعها وعلى سفوح جبالها المشاريع الحكومية المختلفة مما ساهم في إخراج جيل متعلم ومثقف ساهم ويساهم في خدمة وطنه في مختلف المجالات. سرقات متكررة ويضيف الشيخ مرعي " لقد كنا ننعم بالأمن والأمان ونحرث الأرض حبا وخيرا وعزا وكانت علاقتنا مع جيراننا المحاذين لقريتنا من الأشقاء اليمنين طيبة وتقوم على الود والاحترام واحترام المصالح وعدم التعدي وخاصة بعد المعاهدة بين البلدين الشقيقين لكننا وفي الشهور الماضية لاحظنا تغييرا كبيرا من فئة كانت تظهرما لا تبطن وتظهر فجأة ثم تختفي وتقوم بتصرفات غريبة ..". وقال "كما بدأنا نلاحظ بعض التصرفات الغريبة والسرقات المتكررة للمحاصيل الزراعية وبعض المنازل لكننا لم نستغرب ذلك كثيرا عندما عرفنا أن هناك فئة تجاوزت في منهجها وفكرها الخبيث كل شيء خاصة بعد أن تنكرت لوطنها وسعت في خرابه وتدميره . الأحفاد يسيرون على خطى الأجداد الصبر والحكمة ويضيف الشيخ مرعي الحارثي: بعد أن انكشف أمر هؤلاء قمنا بحصر لما حصل لنا من ضرر بسبب تصرفاتهم الطائشة وبعثناه إلى ولاة الأمر - حفظهم الله - وقد عرفنا حينها أن حكومتنا الرشيدة ترقب المشهد وتعلم أكثر مما نعلم وأنها كعادتها دائما تتخذ الصبر والحكمة سلاحا أولياً قوياً لتفتح المجال أمام المذنب ليعترف بذنبه ويعتذر ويرجع عن غيه فإن لم يفهم ذلك الصبر والحكمة أو فسر الأمر بطريقة أخرى كان الرد ما يراه بعينه ويسمعه بإذنه ويشعر به من عمل بطولي من رجال الأمن الأوفياء وجند خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المخلصين الذين نفذوا أمر قائدهم وهبوا صفا واحدا لتطهير أراضي وطننا الكبير من شرذمة المتسللين المارقين. فكرة حكيمة وعن اللحظات الأولى لبدء رجال الأمن في تنفيذ مهمتهم والتي كان أولها إجلاء قرى محافظة الحرث حفاظا على سلامة أهلها ولقطع الطريق على المتسللينن يقول الشيخ مرعي الحارثي بمجرد وصول الأمر بمغادرة قريتنا الغاوية فقد قمنا بالتنفيذ فورا ونحن على يقين أننا نغادر لنعود ونترك المكان حتى حين فكلنا عندما يطلب الوطن التضحية والفداء على استعداد كامل للتضحية بكل نملك. "راية الحق تحمي منازل الغاوية" ويروي الشيخ الحارثي موقفا رائعا أثناء مغادرته لقرية الغاوية تمثل في قيام أحد الأبناء في المرحلة الابتدائية بعدم المغادرة حتى يرفع راية الحق الخضراء فوق المنزل لترفرف حتى نعود وكأنه يشير إلى أن المكان سيكون تحت حماية وعناية راية الحق التي قامت على الحق والعدل بملوك مخلصين وشعب وفيّ مبينا أن جميع قبيلة آل حنش تحت أمر القيادة الحكيمة لتلبية نداء الواجب في كل لحظة. الشيخ الحارثي يتحدث ل «الرياض» موسم الحصاد ويضيف الشيخ الحارثي لقد تعود أهالي قرية الغاوية على جني محصولهم الزراعي بعد عيد الأضحى المبارك حيث يحين موسم الحصاد كعادته في كل عام ورغم كثرة المزارع في قرية الغاوية ورغم كثرة الخيرات إلا أننا لم نفكر إلا في شيء واحد فقط وهو أن تطهر الأرض من المتسللين وأن يعلم المعتدي أن للوطن رجاله الأوفياء وأن المواطن على استعداد ليضحي بماله ونفسه وكل ما يملك من أجل عزة الوطن وشموخه وسنقول لمزارعنا هذه المرة سيكون حصادنا متمثلا في قمع التمرد وطرد المتسللين لتزيد الأرض اخضرارا بعد تطهيرها من المعتدي. مشايخ القرى الحدودية كما أشاد الشيخ مرعي الحارثي بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان الذي خصص جلسة خاصة للاجتماع بمشايخ القرى الحدودية بمجلس سموه واشادته بما قدمه أهالي القرى الحدودية من تضحيات وما ساهموا به من جهود منذ البداية مؤكدا اهتمام ولاة الأمر ومتابعتهم وحرصهم على مصلحة المواطنين في كل الأحوال. حتى المساجد لم تسلم ويكمل الحديث الشيخ جبران بن علي الحارثي عضو المجلس المحلي بالخوبة وأحد سكان قرية الغاوية قائلاً: لم تسلم المساجد ولا المنازل بقرية الغاوية من الصواريخ التي أضرت بمصالح القرية بسبب التصرفات غير المسؤولة من المتسللين وقد زادت تلك الأضرار في شهر رمضان المبارك. إعاقة لجان الترسيم وبين الشيخ جبران أنه يعمل عضوا في لجنة العلامات لترسيم الحدود لكنهم كانوا يواجهون في الفترة الأخيرة إعاقة متعمدة من هؤلاء المتسللين للجان العاملة بتنفيذ الشبك الحدودي. شكراً للأبطال وعن جهود رجال الأمن في مطاردة المتسللين يؤكد الحارثي أن ماقام ويقوم به الأبطال من جند الحق والوفاء حديث الناس والمجتمع بكل فخر واعتزاز وتمنى الحارثي أن تتاح له الفرصة ليقف مدافعاً ومشاركاً عن حياض الوطن.