أشار تقرير للجيش الأميركي إلى أن تزايد العمليات العسكرية في أفغانستان تسبب في تراجع معنويات قواته، على نقيض وضعهم في العراق حيث تعززت الروح المعنوية بين أفراد الجيش الأميركي هناك في حين أظهرت إحصائية جديدة تزايداً في معدلات الانتحار في صفوف الجيش الأميركي. وأوضحت شبكة "سي أن أن" الأميركية الإخبارية ان النتائج هي خلاصة استطلاعين منفصلين أجريا في مطلع هذا العام مع جنود أميركيين في العراق وأفغانستان. وجاء تقرير الجيش الذي يعده كل عامين "فريق مستشاري الصحة العقلية" في الجيش، بعد أسبوع من حادث إطلاق النار في قاعدة "فورت هود" بتكساس الذي قضى فيه 13 شخصاً، ومع إعلان الإدارة الأميركية رغبتها في ارسال مزيد من القوات إلى أفغانستان حيث تصاعدت حدة القتال. وقال كبير أطباء الجيش الأميركي، الجنرال أريك شوميكر "تتواصل معاناة الجنود في أفغانستان مع الإرهاق والإجهاد جراء تكرار نشرهم في ساحات القتال، إلاّ أنهم قالوا انهم مستعدون أكثر للتحمل". وأظهرت نتائج التقرير أن الجنود الذين تكرر نشرهم ثلاث أو أربع مرات لأداء الخدمة في العراق أو أفغانستان، تدنت معنوياتهم بشكل ملحوظ كما ارتفعت نسبة معاناتهم من الأمراض النفسية عن سواهم من جراء نشرهم هناك مرة واحدة أو اثنتين. ووجد التقرير أن معدلات الاكتئاب و"متلازمة الإجهاد ما بعد الصدمة"، ظلت كما هي عند معدلات قريبة من النسبة المسجلة عام 2007 عند 21.4% هذا العام، مقارنة ب23.4% عام 2007، و10.4% في 2005. وكشف المسح ذاته عن هبوط ملحوظ في نسب الإصابة بالأمراض النفسية بين الجنود هناك من 22% عام 2006، و18.8% عام 2007، إلى 13.3% هذا العام، فيما عزاه مختصون إلى انخفاض المهام القتالية ومعدلات العنف. ويقول مسؤولون في الجيش الأميركي إن إرسال أكثر من 20 ألف جندي إضافي إلى مسرح العمليات القتالية خلال الأشهر القليلة الماضية لم يقابله في الجانب الآخر، زيادة في عدد المختصين بالصحة النفسية، وتصل النسبة إلى مختص واحد لكل 1120 جندياً. وتدنت الروح المعنوية بين وحدات الجيش الأميركي في أفغانستان لقرابة النصف عن معدلات عامي 2007 و2005 من نحو 10% إلى 5.7% هذا العام. وعلى صعيد متصل، أظهرت إحصائية تزايد معدلات الانتحار بين أفراد الجيش الأميركي إلى 133 حالة انتحار مشتبه بها هذا العام مقارنة ب115 في أكتوبر 2008، تم تأكيد 90 منها، و43 حالة مازالت بانتظار البت فيها. وشهد العام الماضي ككل 140 حالة انتحار، وهي أعلى نسبة مسجلة حتى اللحظة في تاريخ الجيش الأميركي، الذي بدأ العام الماضي بتطبيق عدد من البرامج الوقائية للتصدي للظاهرة.