الكذب ظاهرة سيئة حرمها الدين الإسلامي قبل أي شيء الا في حالات لا أود ان أتطرق اليها لانها ليست مجال حديثي فما سأتطرق اليه هو موضوع الكذب عند الاطفال الذي قد يشغل بال الكثير من الآباء والأمهات وقد يتساءلون كثيرآ عن أسبابه وعن علاجه فبدوري سأضع بعضاً من الاسباب التي أرى انها تقود إلى هذه الظاهرة السيئة لدى الطفل: أولاً: تربية الطفل والبيئة المحيطة به، فالطفل في مراحله الأولى يكتسب كل تصرفاته من بيئته ممن حوله فقد يكون احد الأبوين يكذب عند الطفل حتى لو كذبة صغيرة، الطفل ترسخ في ذهنه فمن هذه الناحية مهم جداً جداً تربية الطفل خصوصاً في السنوات الأولى لدى الطفل التي تبدأ ذاكرته بالتخزين فهو يتأثر بسلوكيات الاخرين. فالوالدان قدوة له فكيف بنا القاء اللوم عليه وقد نشأ بهذه البيئة فهو يستحيل ان يكون لم ينشأ بيئة يتكرر فيها الكذب. ثانياً: عدم الثقة بالنفس. وتوبيخ الطفل حينما نعلم انه كذب. ومن هذه الناحية يجب علينا قبل كل شيء زرع الثقة بنفس الطفل واعطائه فرصة للحديث ولا نتهمه مباشرة بالكذب، بل يجب اعطاؤه فرصة للحديث والاستماع إلى ما يجول بذهنه ومن ثم مناقشته لسبب كذبته فقد يكون كذب خوفاً من أحد والديه او خوفاً من العقاب فلو اعترف الطفل بكذبته نتكلم معه بكل هدوء ونخبره بانه تصرف خاطئ لا يرضي أحداً والناس تكره الشخص الكاذب ولا نوبخه بشدة فهنا قد يكون الكذب لدى الطفل عادة من الصعب علاجها. ثالثاً: عدم المساواة والعدل والأخوة من هذه الناحية نرى كثيرا من الآباء والأمهات يقعون فيها والاغلب انه قد يكون بلا قصد فهنا يضطر الطفل الى ان يكذب مثلا ليتقرب من احد والديه او ليكون هو الأفضل فنكون نحن سببا للجوئه إلى هذه الظاهرة، لذا يجب علينا مراقبة جميع تصرفاتنا مع اطفالنا حتى ولو كانت صغيرة التي قد تكون في نظرهم كبيرة بحقهم أخيراً ان لم ننتبه لهذه الامور بامكان هذه الظاهرة تجر ظواهر أخرى كالغش والسرقة والعدوانية حتى الصحبة بالغالب تكون صحبة سيئة لدى هذا الطفل. فيجب علينا مساعدة الابناء على مواجهة تصرفاتهم وتشجيعهم على الصدق والصراحة وسرد لهم بعضا من قصص الانبياء حتى يتبين لهم الخصال الحميدة من الذميمة وقبل كل هذا نكون قدوة حسنة لهم. إضاءات: - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مولود يولد الا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء» - عن عبدالله بن عمر قال دعتني أمي يوماً ورسول الله صلى الله عليه وسمل قاعد في بيتنا فقالت: تعال أعطك، فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما أردت أن تعطيه»؟ قالت: أردت أن أعطيه تمراً فقال لها: «أما إنك لو لم تعطه شيئاً كتبت عليك كذبة».