كتب السفير البريطاني السير وليم باتي مقالا مميزا قبل عدة أيام في هذه الصحيفة تحت عنوان" المملكة العربية السعودية .. أكبر مصدر للطاقة الشمسية". ذلك المقال لم يكن الأول للسير باتي وأتمنى ألا يكون الأخير. إذ إن السفير دأب على مشاركة قراء "الرياض" بإبداء رأيه فيما يستجد من أحداث أو مناسبات تهم المملكة أو بريطانيا أو العالم. مقال السفير كان عبارة عن صيحة تحذير. فهو بدأ مقاله بالحديث عن تأثير الطقس على تشكيل طبيعة حياة السعوديين عبر مئات السنين، ثم انطلق من هناك للإعراب عن قلقه من رؤية خريطة قام بإنتاجها علماء في المملكة المتحدة يتوقعون فيها ارتفاع معدل درجات الحرارة في المملكة بمقدار 6 درجات مئوية في السنوات القادمة نتيجة تغير المناخ. تلك الدرجات الست سيكون لها اثر هائل على أوجه الحياة، إذ سوف تنخفض الموارد المائية وستصبح الزراعة في أجزاء كثيرة من البلاد مستحيلة، كما ستتضرر الحياة البرية، وسيحتاج السكان إلى مزيد من الطاقة لتكييف الهواء وتحلية المياه وجلب المواد الغذائية من الخارج. ارتفاع درجة الحرارة لن يكون مقتصرا على بلادنا بالطبع. بل إن تأثيره على القطب الشمالي سيكون اكبر بكثير إذ من المتوقع أن يصل معدل الارتفاع إلى 14 درجة مما سيؤدي إلى ذوبان الثلج وتأثيره على 70% من سكان العالم الذين يعيشون بالقرب من البحار. ارتفاع درجات الحرارة سيشمل جميع أرجاء الأرض، وإن كان تأثيره يختلف من منطقة إلى أخرى. ولمواجهة ذلك فستعقد في كوبنهاغن الشهر القادم قمة تسعى لوضع إطار عمل للمجتمع الدولي لمواجهة هذه المشكلة عبر خفض انبعاث الغازات الدفيئة وتمويل تقنيات جديدة تحتاج لمصادر طاقة اقل ومساعدة الدول الفقيرة. التقنيات الجديدة قد تعني الاستثمار أكثر في تطوير وسائل الطاقة النظيفة كالطاقة الشمسية وغيرها. عبء إيجاد الحلول لا يجب أن يكون مقتصرا على الحكومات. يتعين أن يتكون لدينا جميعا إحساس بالمشكلة وإسهام في علاجها. قد لا يظن المرء أن لتخفيضه استهلاك المياه أو إطفائه لمكيف الهواء والإضاءة عند مغادرته لإحدى الغرف تأثيرا، لكن الجهد الجماعي، بلا شك، سيكون تأثيره عظيما. اشعر أنني، كقارئ ل"لرياض"، مدين للسير باتي بالشكر للفت الانتباه لهذه القضية. إذ إننا، كسكان لهذا الكوكب الجميل، مهما اختلفت ألواننا وألسنتنا ومعتقداتنا، معنيون بالحفاظ عليه والعمل سويا لتأمين غد أفضل لأطفالنا.