حذر العلماء من ان استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري الناتج عن غازات الدفيئة قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بحيث لا يعود الإنسان قادراً على تحملها. كما أن العلماء قاسوا درجة الحرارة الأعلى التي يستطيع الإنسان تحملها والتي تعرف ب"درجة الحرارة الرطبة"، وهي تعادل الشعور عند تعرض البشرة الرطبة إلى الهواء الجاري، وتوصلوا إلى استنتاج يفيد بأنه يمكن بلوغ هذه الحرارة للمرة الأولى في التاريخ في حال استمرت انبعاثات غازات الدفيئة بمستوياتها الحالية وكانت النماذج المناخية المستقبلية دقيقة. ولم يتم تسجل معدل حرارة الرطوبة خلال وجود أسلاف البشر على الكرة الأرضية، غير أنه تم تسجليها قبل 50 مليون سنة. وقال عضو فريق البحث ماثيو هوبر من جامعة "بورديو" إن التعرض لدرجة حرارة رطبة تتجاوز ال32 درجة مئوية لستّ ساعات أو أكثر ستسبب مستويات توتر قاتلة لدى البشر والثديات. وقال إنه على الرغم من أن بعض المناطق في العالم تشهد عادة درجات حرارة تتجاوز ال37 درجة، إلا أن درجات الحرارة الرطبة العالية قلما يتم تسجيلها، لأن المناطق الأكثر حراً على الأرض تشهد معدلات رطوبة منخفضة. وأعطى هوبر.. المملكة السعودية، مثالاً على الظاهرة التي يمكن أن يشهدها العالم في المستقبل، إذ ترتفع درجة الحرارة الرطبة قرب ساحل المملكة، حيث تجلب الرياح هواء شديد السخونة والرطوبة من المحيط فوق أرض حارة ما يؤدي إلى ظروف حياة خانقة. واستبعد المعد الرئيس للدراسة ستيفن شروود من مركز أبحاث التغيرات المناخية التابعة لجامعة "نيو ساوث ويلز" الاسترالية أن يتم تسجيل هذه الدرجات العالية من الحرارة في هذا القرن، غير أنه قال إنها قد تسجل في القرن المقبل. وقال هوبر إن ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي إلى تجاوز الحد الأقصى لدرجة الحرارة الرطبة في بعض المناطق، وقد يعرض نصف سكان الأرض إلى ظروف مناخية لا يمكن تحملها، واشار إلى أن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى استهلاك أكبر للطاقة من خلال استخدام المكيفات الهوائية وستتكبد العبء دول العالم الثالث التي لا تستطيع تحمل هذه التكاليف. وقد نشرت تفاصيل الدراسة في دورية "Proceedings of the National Academy of Sciences".