ما إن تهاوت الأوضاع الاقتصادية حول العالم جراء الأزمة المالية العالمية، حتى تهاوت معها شركات الطيران التجاري ما بين تراجع في الأرباح إلى تكبد الخسائر الفادحة والاندماج حتى وصل بعضها شفير الإفلاس بل إن البعض منها أفلس تماماً. وكطائر يغرد خارج السرب نجحت شركة طيران الإمارات التابعة لإمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في تخطي آثار الأزمة المالية العالمية، حيث أعلنت الناقلة الجوية العملاقة عن تحقيق أرباح خيالية بالنسبة إلى الأوضاع الراهنة تفوق 200 مليون دولار خلال الأشهر الستة الأخيرة، أي بزيادة نسبتها 165% عن ارباحها المتحققة في الفترة ذاتها من العام الماضي، الأمرالذي أدهش المراقبين والمتابعين ولا سيما "المتربصين" باقتصاد دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي، إذ كف هؤلاء فجأة عن "التشفي" بما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية في المنطقة حسب رأيهم. وللعلم، فإن شركة طيران الإمارات، التي تتخذ من مطار دبي الدولي مقراً لها ومركزاً لعملياتها، تقوم بتسيير رحلاتها إلى أكثر من 91 وجهة في 61 دولة في ال 6 قارات، وتعتبر طيران الإمارات إحدى الشركات التابعة لمجموعة الإمارات وتمتلكها حكومة دبي ، وأهم ما يميز طيران الإمارات هو معدل نموها المتسارع فالشركة التي بدأت تسيير رحلاتها بطائرتين (بوينغ 727) في أكتوبر 1985م، تمتلك اليوم 129 طائرة من أحدث الطرازات وبانتظار تسلمها أكثر من 215 طلبية جديدة، وتعتبر طيران الإمارات أكبر مشغل لطائرات إيرباص A380 الطائرة التجارية الأكبر في العالم، حيث تعاقدت لشراء 55 طائرة من هذا الطراز من شركة (إيرباص) الأوروبية، تسلمت منها حتى الآن 4 طائرات فقط،. هذه الشركة التي تعتبر أحد أهم اعمدة اقتصادي إمارة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، لم تتخذ اياً من إجراءات "الوصفة الجاهزة" الوقائية للتخلص من أعراض الأزمة المالية التي تتابعت الشركات على الوقوع في مصيدتها، حيث لم تلجأ طيران الإمارات إلى تخفيض عدد الرحلات أو إلغاء بعض الوجهات ولم تقم الشركة بتسريح أي من عمالها وموظفيها أو بيع بعض أصولها بل على العكس نلاحظ توسعا في نشاط الشركة وزيادة في عدد طائرات أسطولها وموظفيها ووجهاتها، حيث علمت هذه الشركة أن الإدارة الناجحة والحفاظ على مستوى عال من الجودة وتسارع مضطرد في النمو والتطوير، هي مفتاح البقاء والريادة والتفوق في قطاع النقل الجوي التجاري رغم الظروف والأزمات المتعاقبة. فلنتعلم من قصة نجاح طيران الإمارات، التي حققت أرباحاً فلكية رغم ظروف الأزمة المالية الراهنة، إذ عكست الشركة مقولة "الدجاجة لا تبيض ذهباً" لتصبح هي "الطائر الذي يبيض ذهباً" في ظروف مالية صعبة كسّرت كل البيض في السلال الأخرى!! *المدير الإقليمي لمكتب دبي