اهتمام الاتحاد الياباني لكرة القدم المدروس والمنظم أدى إلى تطور مستوى الكرة اليابانية إلى مستويات تفوق المستويات الآسيوية المعروفة، الاتحاد الذي تأسس عام 1921 وانضم إلى (الفيفا) عام 1929 جاءت أولى مشاركاته العالمية في كرة القدم ضمن أولمبياد برلين 1936 ليكون بذلك أول فريق آسيوي يتأهل إلى الأولمبياد، كما شاركت اليابان في أولمبياد مكسيكو 1968 وخلالها لاقت المكسيك في مباراة تحديد المركز الثالث لتفوز اليابان محققة بذلك الميدالية البرونزية وهو أفضل إنجاز في تاريخ آسيا ضمن سجل الدورات الأولمبية، كما شهد عام 1993 مولد الدوري الاحترافي الياباني الذي شارك فيه لاعبين أمثال (زيكو ولينيكر ودونغا)، وبالفعل جاء الدوري الجديد والخطط التي رسمت للكرة اليابانية في بداية تسعينيات القرن الماضي لتطرح ثمارها مع أواخر القرن الماضي عندما تأهل المنتخب الياباني لأول مرة في تاريخه إلى نهائيات كاس العالم 1998، وبعد سنة واحدة حقق منتخب شباب اليابان الميدالية الفضية في مونديال الشباب العالمي الذي أقيم في نيجيريا، وعلى المسرح الكروي الآسيوي بدأ المنتخب الياباني بتحقيق الألقاب بدء من كأس آسيا 2000 التي أقيمت في لبنان، ثم عاد وحقق اللقب الثاني له آسيويا في عام 2004 في البطولة التي أقيمت في الصين، وكان المنتخب الياباني قد تأهل إلى نهائيات كاس العالم التي أقيمت عام 2002 على أرضه بالتزامن مع الفريق الكوري وفيها وصل المنتخب الياباني إلى دور ال16، كما تأهلت اليابان إلى مونديال ألمانيا عام 2006، وأخيرا إلى مونديال 2010. وعلى نفس النمط استمرت مسيرة كوريا الجنوبية التي تأسس اتحادها عام 1945 وانضم إلى الفيفا عام 1948، حيث تأهلت 7 مرات لنهائيات كأس العالم أعوام 1954، 1986، 1990، 1994، 1998، 2002، 2006، وأخيرا لمونديال 2010، وسجل المنتخب الكوري أفضل نتيجة له في نهائيات 2002 بحصوله على المركز الرابع، كما وصلت كوريا الجنوبية إلى نهائيات كأس آسيا 10 مرات وفازت بالكأس عامي 1956، 1960، وكان ذلك نتيجة طبيعية لاهتمام وتركيز الاتحاد الكوري لكرة القدم على التخطيط والعمل المدروس. علامة بارزة يمكن استخلاصها من مسيرة الكرة اليابانية والكرة الكورية وهي تطور مستوى إدارة اتحاد كرة القدم في البلدين من خلال مستوى عال من تنظيم وبرمجة المسابقات المحلية عبر الاعتماد على عناصر متفوقة ملمة بعملها ولديها الخبرة والكفاءة وليست عناصر تكرر الأخطاء دائما دون محاسبة، وأضيف إلى ذلك أن الاتحاد المحلي في كلا البلدين كان يتعامل مع الأندية المحلية كشريك دائم لا كتابع لا رأي ولا قيمة له، وكانت طريقة تنظيم المسابقات المحلية قمة في التنظيم والاستمرارية حيث لا توقفات متكررة تنعكس سلبا على مستوى الكرة نفسها.