من يعرف جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يكاد يصدق ما حصل فيه من قفزات تطويرية مذهلة خلال الأشهر الثمانية المنصرمة، اختزل المسؤولون فيها سنوات من العمل في أشهر قليلة، وهم بذلك يثبتون أنه إذا توافرت العزيمة والإرادة والقدرة فسيحدث الأثر الإيجابي وتكون النقلة الكبرى المنشودة بإذن الله تعالى. والمتابع لهذا الجهاز كما ذكر رئيس التحرير الأستاذ تركي بن عبدالله السديري في مقالته المنشورة يوم الأحد 6/11/1430ه بعنوان "الهيئة في الوجود الأفضل" لا بد أنه سيلمس الفارق بين ما كان عليه هذا الجهاز وما يعيشه اليوم في وقت قياسي، فأصبحنا نرى تطوراً إيجابياً ليس فقط في التعامل وطريقة العمل، بل في هذه القفزات التطويرية التي يظهر منها أنه سيكون لهذا الجهاز شأن آخر ليس في عمل أعضائه اليومي، ولكن حتى في كونه مؤسسة رسمية تدار بطريقة مؤسسية محترفة ومواكبة للعصر الذي نعيشه، ومن هذه القفزات التطويرية: * كراسي البحث لتقديم دراسات متخصصة عن الجهاز وموظفيه والرقي بأدائهم وسلوكهم، وقد وقعت رئاسة الهيئة اتقاقية مع جامعة الملك سعود لإنشاء (كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحسبة وتطبيقاتها المعاصرة)، ووقعت اتفاقية أخرى مع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لإنشاء كرسي آخر باسم (كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمر بالمعروف والنهي والمنكر). • قيام الرئاسة بدراسة علمية متكاملة لوضع خطة استراتيجية للهيئة لعشرين سنة قادمة (1430-1450ه) مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تحت مسمى (مشروع حسبة)، وتم إعلان هذا المشروع بحضور ورعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني وزير الداخلية وفقه الله يوم الثلاثاء 23 جمادى الآخرة 1430ه . و(مشروع حسبة) مهم جداً لجهاز الهيئة وعلاقته التفاعلية مع الوطن والمواطنين والمقيمين؛ لكون نظام الرئاسة صدر اعتماده بالمرسوم الملكي رقم م/37 في 16/9/1400ه، وخلال هذه المدة التي تزيد عن ثلاثين عاماً حدثت متغيرات عدة أثرت في المجتمع السعودي أسوة ببقية المجتمعات وإن كان هذا المجتمع بحمد الله لا يزال يحافظ على تعاليم دينه وتقاليده العربية المتوارثة ؛ فقد تغيرت بعض سمات أفراده، وتضاعف عددهم، وتنوعت جوانب من ثقافاتهم بحكم التوسع الاتصالي والمد المعرفي والتقني الهائل الذي نعيشه في هذا العصر؛ ووفقاً لهذه المعطيات وجب قبل الدخول في عملية تطوير جهاز الهيئة أن تضع الهيئة لهذا التطوير خطة بعيدة المدى (استراتيجية) متكاملة الأدوات والخطوات والبرامج ومبنية على الواقع، وهذا ما يرتكز عليه (مشروع حسبة). • توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تعاون وتفاهم مع عدة جامعات سعودية بمختلف المناطق للاستعانة ببعض الكوادر البشرية المتخصصة ولتقديم دورات علمية وتأهيلية لمنسوبي الهيئة في مناطق المملكة. • التشكيل الإداري الجديد في الهيئة، وما تم فيه من استحداث إدارات جديدة تعنى بالعمل الميداني وحقوق الإنسان، وإنشاء مركز إعلامي متكامل ونحو ذلك. • تبني دراسات متنوعة يعكف عليها المسؤولون في الهيئة، مثل: الاستعانة بالنساء وتوظيفهن في بعض المهام المناسبة، وتوحيد زي أعضاء الهيئة، وطلاء سيارات الهيئة بلون موحد، ونحوها. • تطور لغة الخطاب الإعلامي لدى المسؤولين في الهيئة؛ حيث غابت لغة النفي القاطع، وصار العمل مع الأحداث الإعلامية يتم بكل شفافية ووضوح. ومن خلال النقاط السابقة يتضح لكل مراقب ومتابع أن العمل في الهيئة بقيادة معالي الشيخ عبدالعزيز بن حمين الحمين وبقية المسؤولين في هذا الجهاز الحيوي يسير بخطى واثقة ووثابة لكسب رضا الجميع، فإلى المزيد من ذلك؛ فهذا ما يفرحنا ويسعدنا. * الأستاذ المشارك بجامعة الإمام من لقاء رئيس التحرير الأحد 1430/11/16ه