قال المهندس خالد الفالح رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين, إن مشروع بترو رابغ الذي يحتفل بتدشينه رسمياً اليوم سيشكل ثالث نقطة في المثلث الصناعي في المملكة إلى جانب الجبيل وينبع, إلى جانب تحقيقه التنمية الإقليمية المتوازنة لمناطق المملكة. وأوضح الفالح في تصريح ل"الرياض" من مقر الاحتفال في رابغ أن مشروع بترورابغ يعتبر امتدادا للنهضة الاقتصادية بشكل عام في المملكة, ولريادة المملكة التصنيعية التي تعتمد على وافر قيمة لمنتجات المملكة من الهيدروكربونات. وأضاف:" معروف أنه في السبعينات والثمانينات والتسعينيات حدث هناك تقدم كبير في صناعة البتروكيماويات لكنه معتمد على اللقيم من الغاز الطبيعي الذي يتم توفيره من شركة الغاز الرئيسية في أرامكو, ومع استخدام معظم انتاج الغاز في الصناعات البتروكيماوية اتضح انه هناك حاجة الى ايجاد لقيم اخر مكمل للغاز, فوجدنا في أرامكو أن المصافي واللقيم الذي ينتج من البترول الخام هو مكمل مثالي للصناعات البتروكيماوية التي كانت معتمدة على الغاز وهذا سيسمح بالنمو من ناحية الحجم, وسيسمح أيضاً بتنويع المنتجات, فمشروع رابغ سيخرج عنه منتجات جديدة لم تكن موجودة في السابق من مشاريع البتروكيماويات في الجبيل وينبع". وأكد الفالح أنه من ناحية إقليمية فإن صناعة البتروكيماويات تركزت في الماضي على مدينتي الجبيل وينبع التي تعدان ناجحتين بكل المعايير, ومشروع بتروا رابغ يشكل ثالث نقطة لهذا المثلث الصناعي. وزير البترول والثروة المعدنية مع م. الفالح في مقر الاحتفال بمشروع بترو رابغ البارحة وتابع:" الهيئة الملكية وسابك نجحتا في تحويل هذه الفكرة الريادية التي كانت تتمناها المملكة في صناعة البتروكيماويات الى واقع من ناحية نمو هذه الصناعات والريادة فيها, ولكن بترو رابغ سيكون ثالث نقطة في هذا المثلث الصناعي الواعد في المستقبل, فنطمح أن يكون لها تميز من ناحية نوعية المنتجات بحيث إنها تكون من ناحية مكملا للجبيل وينبع وليست منافسة لهما, ومن ناحية تفتح آفاق استثمارية جديدة للقطاع الخاص في المدينة الصناعية المكملة لمشروع بترورابغ". وأشار الفالح إلى أن مشروع بترو رابغ سيصب في مصلحة تحقيق التنمية الاقليمية المتوازنة لمناطق المملكة, وقال:" أقمنا مدينة صناعية مجاورة للمشروع ومحطة كهرباء ومياه لتوفير البنية التحتية الاساسية المناسبة لتوفير محور صناعي مستدام, ستوفر الوظائف لاهالي المنطقة وتساهم في جذب المستثمرين في المنطقة وفي خارجها, ويحقق الهدف المنشود من نقل التنمية وتوزيعها على كافة مناطق السعودية, ولدينا خطوط أنابيب لنقل اللقيم من ينبع الى رابغ بما فيها النفط الخام والغازات الضرورية في المشروع". وتحدث رئيس ارامكو السعودية عن منتجات المشروع, وقال:" اذا نظرنا الى استهلاك السوق المحلي فقط فهذه نظرة اعتقد انها قاصرة, المفترض أن ننظر إلى السوق السعودية على أنها ليست مستهلكة للبلاستيك فقط بل مصدرا له أيضاً وتطمح أرامكو السعودية وبترو رابغ الى تحويل المملكة الى أكبر مصدر للمنتجات النهائية الاستهلاكية للأسواق العالمية, الآن تنتج المملكة الكثير من المنتجات البتروكيماوية التي تصدر بصفتها موادا خاما وتصنع في آسيا وبعض الدول ليتم إعادة تصديرها الى اسواق الشرق الاوسط واوروبا وامريكا ليشتريها المستهلك بصفتها النهائية". وزاد:" نطمح الى تحويل السوق السعودية الى مصنّعٍ كامل من المنتجات التي تنتجها شركات البتروكيماويات, الى المنتجات الاستهلاكية بصفتها النهائية, ثم تصدر الى المستهلكين وهذا سيفتح السوق السعودي بشكل ضخم وكبير وسيستوعب إنتاج بترو رابغ والجبيل وينبع وكافة المساهمين في هذه الصناعات وسيكون له أثر كبير في التوظيف, .. هذه مراحل لاحقة لتطور صناعة البتروكيماويات في المملكة من صناعة أساسية إلى صناعة تحويلية ومنتجة للمنتجات النهائية". وفيما يتعلق بمشروع بترو رابغ 2, الذي وقعت شركة أرامكو السعودية مع شريكها "سوميتومو" اليابانية مذكرة له في ابريل الماضي, ذكر الفالح أن دراسات الجدوى الاقتصادية للمشروع قد بدأت والتصاميم الهندسية المبدئية أيضاً, إلى جانب مفاوضات الحصول على حقوق الملكية الفكرية لبعض التقنيات المحدودة جداً أو المحتكرة. واضاف:" هذه مرحلة تتطلب أكثر من 12 شهراً من المفاوضات مع المرخصين لهذه التقنيات المحدودة والدراسات الهندسية ودراسات تقييم التكلفة ونتوقع أن تنتهي خلال 2010 وأن يتم اتخاذ القرار النهائي للاستثمار في هذه المشروع بنهاية 2010, وهذا المشروع سيكون ضخما وقد يوازي مشروع بترو رابغ الأول الذي نحتفل بتدشينه اليوم".