أكد المستشار والمشرف على المركز الإعلامي في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور محمد بن سليمان الصبيحي على أن الخطة الإستراتيجية التي دشنها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -حفظه الله- تمثّل منعطفاً مهماً ووجهة مستقبلية في مسيرة الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلال العشرين سنة المقبلة، كما تضع الأسس المناسبة لبنيتها التنظيمية ولمختلف أنشطتها وبرامجها. وقال في حديث ل"الرياض" إن خطة العمل في الاستراتيجية تشمل اقتراح فعاليات إعلامية ودورات تدريبية وبرامج متخصصة لمنسوبي الهيئة للتهيئة لتنفيذ الإستراتيجية وفق منهج علمي متدرج يراعي العوامل والمتغيرات المؤثرة في برنامج التغيير والتحديث المصاحب لتطبيقها. وأضاف أن تعيين متحدثين إعلاميين ومساعدين لهم بفروع الرئاسة العامة بهدف تحقيق التواصل المناسب والتجاوب السريع مع وسائل الإعلام لمختلف التساؤلات التي تهم الرأي العام حول أنشطة الرئاسة وأعمالها اليومية بما يحقق المصلحة العامة، مشيراً إلى حرص الرئاسة على تأهيل المتحدثين للقيام بهذه المهمة وفق رؤيتها الاتصالية، من خلال تدفق معلوماتي يسهم في توضيح وظيفة الهيئة ورسالتها المجتمعية، بما يحقق التناغم الاجتماعي والأمني مع غيرها من الجهات المعنية. علاقة "الهيئة" مع وسائل الإعلام واشار إلى أن العلاقة بين المؤسسات الاجتماعية – ومن بينها الهيئة ومؤسسات الإعلام – علاقة بنائية تكاملية، وهناك اعتماد متبادل فيما بينها، فالهيئة على سبيل المثال تهتم بوسائل الإعلام باعتبارها هي من ينقل للجمهور مختلف نشاطاتها ويوضح دورها ويسهم في تحقيق وظيفتها، وفي المقابل تهتم وسائل الإعلام بالهيئة باعتبارها مصدراً ثرياً للأخبار وقطاعا يحظى باهتمام واسع لدى شريحة عريضة من الجمهور، وكثير من مظاهر "الصدام" التي تطفو على السطح بين الحين والآخر هي نتاج غياب المعلومات أو عدم فهم الأدوار والوظائف، والرئاسة تشهد حالياً نقلة نوعية في التخطيط الإعلامي تتسق مع الإستراتيجية العامة التي دشنتها مؤخراً، وذلك بهدف الارتقاء بمستوى المخرجات الإعلامية المعبرة عن وظيفة الرئاسة وأنشطتها المختلفة ورسالتها في المجتمع. وقال لقد أخذت هذه النقلة عدة مسارات مهنية وعلمية ومنهجية، ففي الوقت الذي سعت فيه الرئاسة لاستقطاب عدد من المستشارين الإعلاميين سعت في جانب آخر إلى بناء شراكات إيجابية مع عدد من وسائل الإعلام المحلية لإيجاد جسر من التواصل الموثوق بينهما، بما يثمر نجاحات تتكامل فيها الجهود المؤسسية للحفاظ على أمن واستقرار ورقي أفراد المجتمع، مشيراً إلى ان الخطة الإعلامية أخذت في جانب آخر من مسارات بنائها تدريب وتوظيف أعداد إضافية من الموظفين للعمل الإعلامي وإتقان المهارات الإعلامية بصورة احترافية تتوافق مع متطلبات الخطة، وتجعلهم متواصلين مع تطورات المهنة التي ازدادت حركة عجلاتها مع التطورات في بنيتها التقنية والوظيفية، موضحاً أنه يجري حالياً تأسيس المركز الإعلامي للرئاسة، وإعادة هيكلة إدارة العلاقات العامة والإعلام، وتطوير إدارات الإعلام في الفروع، وتدريب المتحدثين الرسميين الذين تم تعيينهم مؤخراً ليكونوا مع الإدارة العامة حلقة وصل لا تنقطع مع وسائل الإعلام والمجتمع. النظرة السلبية! وقال إن الحكم على نظرة المجتمع للهيئة أنها سلبية يحتاج إلى استطلاع رأي حتى يمكن إثباته، ولكن بعيدا عن كونها سلبية أو إيجابية فالرئاسة تعي أنها تقوم على تطبيق شريعة عظيمة من شعائر الدين عدها بعض العلماء أحد أركان الإسلام، كما تعي أن ولاة الأمر -حفظهم الله- يولون هذه الشعيرة وهذا الجهاز عنايةً واهتماماً خاصاً، مشيداً بتوجهات الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في التعامل الإيجابي مع أفراد المجتمع والقرب من المواطنين والتركيز على مبدأ حسن الظن، فكل هذه المضامين أعطت انطباعا إيجابيا حول مستقبل الرئاسة، وهذا ما ترجمته عدد من الخطوات التي قام بها معاليه والتي استهدفت تطويرعمل الرئاسة وفقا لتطلعات قيادة المملكة وبما يتلاءم مع مكانة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويسعى العاملون في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة إلى توظيف كل ما من شأنه بناء عمل مؤسسي في مجال الإعلام والعلاقات العامة تتحقق من خلاله أهداف ورسالة الهيئة في المجتمع. واضاف أن التطور التقني في البيئة الاتصالية الحديثة له أبعاد مختلفة وقد سعت الرئاسة من خلال خطتها الإعلامية التي هي الآن حيز التنفيذ إلى وضع ذلك في الحسبان، من خلال مسارين: المسار الأول: ويتضمن توظيف هذه التقنيات توظيفاً إيجابياً لتحقيق رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبث الوعي بأهمية هذه الشعيرة وحاجة المجتمع إليها، والثاني: متعلق بجهود الرئاسة لحفظ المجتمع وشبابه من الأخطار والسلبيات لهذه التقنية، وفي هذا الصدد تقوم الرئاسة بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بمتابعة بعض المحتويات المخالفة على الشبكة العنكبوتية، وإن كان التحكم في المحتوى والسيطرة عليه بشكل كامل مما يصعب تحقيقه، وفي ظني أن تكثيف البرامج التوعوية التي تقدم التوعية وتنمي الوازع الداخلي لدى المستخدمين هو ما يتناسب مع طبيعة هذه التقنية، والنجاح في هذا مرهون بتعاون كثير من الأطراف والمؤسسات الاجتماعية لتحصين شباب المجتمع من المضامين والمواقع التي يستغلها أصحاب الأفكار الهدامة والسلوكيات المنحرفة.